للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومضمونها وصوله لحلب سابع عشر ربيع الأول ولم يحصل لأحد من الحجازيين قدوم بها واجتمعوا فيها نحو العشرين نفسًا ثم ارتحلوا منها: أولاد الزمزمي عبد السلام وعبد المعطي وعبد الله الواسطي ومصطفى السيوفي ومحمد الطاهري وعلي بن عبد الباقي. وصرّح باقي الحجازيين بالإقامة لعدم الدراهم، فدخلنا على القاضي حسين النصيبي في أخذ شيء من القدوم فأخذ لكل واحد خمسة وعشرين أشرفيًا، وأخذ عني وعن رفيقي تكملة الأربعين من الكراء خفية.

ثم ارتحلنا من حلب سلخ ربيع الأول صحبة قُفْل فيه الخواجا أقدر الدين العجمي وبِتْنا خارج حلب وارتحلنا نصف الليل وخرج الحرامية على أقدر الدين فهاش عليهم بالسيف فأثخنوه جراحًا بالنشاب فهرب لحلب على بغله وترك حمله فأخذه أهل القفل معهم ثم أرسلوه مع عبده الحلب. فلحقنا أربعة من الولاق فردونا إلى حلب بعد التهديد لنا (١) فوجدنا أقدر الدين على الهلاك.

وارتحلنا من حلب يوم الإثنين أول ربيع الآخر ووصلنا إلى أدرنة سابع الشهر وأقمنا بها جمعة لسماعنا بقدوم (٢) الباشا إبراهيم. ثم قال بعض الأروام: مجيئُهُ محال وذلك لدخول الشتاء وكثرة الأمطار. فارتحلنا إلى قونيا فأقمنا بها خمسة عشر يومًا حتى قدم الباشا.

وقدم من الحجازيين ثمانية أنفس عبد المعطي الزمزمي ومحمد الطاهري وعلي بن زائد وثلاثة من أهل المدينة واثنان حرب (٣) وهم ملازمون في طلب الصرة وكان .... (٤) واجههم في الطريق فأرسل إسكندر إلى إسطنبول فوقف


(١) هنا وردت كلمة "حلب" بالأصل مرة ثانية وهي زائدة ولا معنى لها.
(٢) بالأصل: بعدم.
(٣) أي من قبيلة حرب.
(٤) بياض بمقدار كلمة بالأصل، ولعلها: الباشا.