للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضيان الشهابي أبو السرور أحمد بن الضياء الحنفي والتاجي عبد الوهاب بن يعقوب المالكي والسيد ملك التجار. وكان الشريف أرسل للقاضي برهان الدين إبراهيم بن ظهيرة محتسب مكة ليحضر قراءة المراسيم، وتفوّه (١) بأنه يريد له لبس خلعة من أمير الحاج لأجل النيابة فلم يتفق ذلك لعدم موافقة أمير الحاج في المجلس. وتشوش الشريف من ذلك وقام من المجلس وطاف وصحبته الشريف عرار بن عجل لابسًا خلعة معظمة، ودعا له الرئيس علو زمزم.

وغالب المراسيم فيها الوصية بأمير الحاج وأنه يُصَلّى على أم الخنكار المتوفاة عام تاريخه بالمسجد الحرام ومسجدي نمرة ومنى ويدعى لها بأرض عرفات. وصلّي عليها بعد صلاة الجمعة سادس الشهر بالمسجد الحرام بعد نداء الرئيس لها علو زمزم بألقاب كثيرة من التعظيم لها ولولدها سلطان زماننا بما لم يُعهد قبل وقتنا، ثم بعد الصلاة قُرئت لها ربعة أمام مدرسة الأشرف قايتباي حضرها أمير الحاج وصاحب مكة والفقهاء وخلق لا يحصيهم إلّا الله. ضاعف [الله] (٢) لها الثواب ورحمها وإيانا وجميع المسلمين، آمين.

وفي أول الشهر فُرقت المبرّة الرومية في المدرسة الكَلَبَرقية بباب الصفا وحضرها القاضيان الحنفي والمالكي وغيرهما من جماعة صاحب مكة. وكانت تفرقتها سهلة في أربعة أيام متوالية وأعطيت أسماء أهل الأربطة لمشائخها وتضاعف الدعاء لمرسلها.

وفي ضحوة يوم ثالث الشهر وصل لمكة سبق الحاج الشامي وتتابعوا بعده حتى دخل أمير الحاج في ليلة الأربعاء ثاني تاريخه وطاف وسعى ونزل مع غالب حاجه بالأبطح ثم توجّه للزاهر ولاقاه فيه صاحب مكة بعسكره فخلع عليه ومشى


(١) بالأصل: وفوه.
(٢) كلمة سقطت من الأصل.