للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه وصحبتهم أمير الحاج المصري إلى بين الحجونين، وفارقهم صاحب مكة من ذي طوى وتوجّه لمنزله من باب الشبيكة أسفل مكة كما فعله في السنة قبلها حسما لمادة الشر من وجوده بين العسكر النازل في البر من المصري وأهل مكة.

ووصل مع الحاج الشامي الشيخ السالك (١) المربي العارف بالله تعالى علي بن أحمد بن محمد الصوفي الحلبي الشهير بالكيزواني. واجتمعتُ به وسمعتُ من فوائده.

ووصل مع الحاج الشامي عدة مطالعات من قاضي القضاة بديع الزمان ابن الضياء الحنفي لصهره قاضي المالكية التاجي عبد الوهاب وعمه قاضي المسلمين قوام الدين ابن الضياء الحنفي وغيرهما لإخبارهم أن الباشا أنعم عليه بجميع وظائفه من قضاء مكة وجدة ونظر المسجد الحرام وأنه فوّض قضاء مكة لأخيه وقضاء جدة لابن عمته الشرفي يحيى ابن الشيخ جمال الدين محمد الرضي الحنفي الصوفي ونظر المسجد للقاضي أبي البقاء بن ظهيرة الشافعي وإن لم يرض يكون عوضه الشيخ أبو الحسن علي ابن شيخ الشيوخ سيدي محمد بن عراق.

فتوجّه صهره لصاحب مكة السيد أبي نمي ومعه ورقة من الأمير جانم الحمزاوي له بمضمون ما أنعم به عليه من وظائفه وهي قضاء مكة عوض أخيه وجدة والنظر عوض المرحوم قاضي الشافعية المحبي بن ظهيرة. ولم يقبل صاحب مكة ذلك بل تفوّه (٢) باستنابة القاضي برهان الدين إبراهيم ابن قاضي المسلمين شهاب الدين ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام البرهاني الشافعي في الحكم بمكة والتكلم على نظر المسجد الحرام، وأراد لبس خلعة من أمير الحاج لذلك فلم يوافقه. وأظهر صاحب مكة الشريف أبو نمي التعصب له وألبسه خلعة من عنده في مغرب ليلة السبت سابع الشهر، ومشى معه بعض الفقهاء إلى منزله وهنؤوه بها، وفي الظهر (٣) خطب


(١) بالأصل: المسلك.
(٢) بالأصل: فوه.
(٣) بالأصل: ظهر.