للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحيوي العراقي خطبة السابع.

وفي صبحها وصل لمكة (١) حاج كبير من الشرق فيهم الشيخ مبارك محمد ابن سلطانها الشيخ مبارك راشد المسعفي، ويقال عدد من معه فوق عشرة آلاف نفس، ورخص القماش الهندي بوصوله صحبتهم وموافقة وصول مراكب الهند (٢) بجدة. وكثر الجلب من الجهات مع رخص الأسعار في القوت من الحب والدقيق والسمن والعسل واللحم والماء بحيث بيعت الربعية القمح بثلاثة صغار والرطل الدقيق بكبير والسمن بكبيرين والراوية الماء بكبير وزيادة، ولاطف الله الحاج برخاء الأسعار.

وكانت الوقفة المباركة في يوم الإثنين، وكانت هنية والماء كثير في بِرَك الحاج بعرفة ووجوده عنى ورخص الغنم والسمن، وعمل كل من أمير الحاج المصري والشامي حراقة نفط في محطتهم أمام مسجد الخيف في ليلة ثاني التشريق بمنى. وكان الإمام في الموقف بجبل عرفة القاضي إبراهيم بن أحمد نيابة.

واتفق فيها لصاحب مكة الشريف أبي نمي أنه ظفر بتسعة أنفس من عرب بني شعبة أرادوا تبييت حاج أهل الشرق النازلين أمام منزله بمعنى لكونه يمشي حولهم وأمر بشنقهم على جمرة العقبة فشُنِقوا جميعهم ورفقتهم وكفوا عن إذاية الحاج. وتضاعف الدعاء له وإن كان فيه تسامح بوضعهم في موضع مشاعر الحج، وذلك بعد أن رضوا يدفع مبلغ عظيم فلم يوافقوا عليه.

وفي ثالث أيام منى سافر جميع الحاج على عادتهم ونزل أمير الشامي في محطة المصري أسفل درب المعلاة عند البِرَك، وطلع أمير الحاج المصري إلى علو الدرب لقربه من الحجون لسفره. وأقام الحاج المصري عشرين يومًا، وسافر منها في ليلة


(١) كلمتان تكررتا بالأصل.
(٢) بالأصل: المراكب الهند.