للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوظائف. فأقامهم الأروام. فكثر الإشلاء عليه والكلام، ولم يفده إلّا الملام.

ثم في صبح ثاني تاريخه جلس في زيادة دار الندوة وطلب أرباب الوظائف والفقهاء وفرق عليهم صر الصندوق الشامي وغالب الأوقاف الواصلة صحبته من الشام وطلب في أثناء المجلس كرسيًا لطيفًا علوه دون ذراع فجلس عليه محاذيًا للقضاة. وأنكر عليه الخلق ذلك لجبروته وعظمته. فألقى الله عليه النوم بل يقال إنه حُمّ في المجلس فقام منه إلى آخر الزيادة ونام هناك حتى فُرقت القسمة بحضرة بعض جماعته وقاضي محمله، وعدّ ذلك من لطف الله تعالى بجيرانه وقمْع المتجبّر على أهله.

وفي يوم الأحد خامس عشر جلس أمير الحاج الشامي بالزيادة على الكرسي وفرش تحته القضاة والفقهاء فأرسل إليهم فتعذر حضورهم لشغلهم عند أمير الحاج المصري فقام من المجلس وهو حقير ظاهر عليه الذل والمسكنة.

ثم إنه بعد سفر الحاج المصري يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر سكن أمير الشامي في المدرسة الأشرفية القايتبائية عوض أمير الحاج المصري وطلب القضاة والفقهاء بها لأجل تفرقة الصر الحلبي والباقي من الشامية، وجلس هو في الإيوان الكبير القبلي وأمر جلوس قاضي محمله و خازنداره ومدبره الأمير علي بن طولون الدمشقي في الإيوان الصغير الموالي للمسعى فحصل منه الرفق وعدم إهانة المستحقين في دخولهم وصرفهم وخصامهم بعضا لبعض. وعدّ ذلك اللطف بهم ولله الحمد.

ولم يظهر قائمة صر أوقاف حلب لإخفائها في آخر هميان المال.

وفرقت على المستحقين بالقائمة القديمة التي كتبها الشيخ أبو زرعة في العام الماضي وبعض المال عما فيها مع أن الناظر والأمير أرادا التقرير الجماعة منهم كاتبه وغيره كما وصلني ذلك في ورقة أخي الواقف القاضي بدر الدين حسين النصيبي فالله تعالى يعوضني فيها خيرًا. وقال أمير الحاج للمستحقين إن المال الذي حمله من حلب جملته أربعة وثلاثون ألف درهم شامية، والمكتوب في القائمة تسعة وثلاثون