للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما فَوّض إليه الشريف صاحب مكة حتى تصل المراسيم الخنكارية. وأن الشريف عرار حصل له الإجلال والإكرام، ونيته التوجّه لجهة حلب في ملاقاة الخنكار بها لقدومه إليها. وتاريخ مرسومه في سادس شهر صفر ثالث يوم دخل الحاج المصري إلى القاهرة.

وكان سبب تأخير القاصد خروج العرب عليه وأخْذ المراسيم منه. ثم توجّه إليهم بجماعته فأخذها منهم ولم يفعل شيئًا. وعُدّ ذلك من سعد القاضي إبراهيم وصاحب مكة، أيدهما الله تعالى.

ثم في عصر يوم الخميس ثامن جماد الأول وصل قاصد بدوي من القاهرة صحبته عدة مراسيم لصاحب مكة السيد الشريف أبي نمي محمد بن بركات الحسني وكان توجّه إلى جهة اليمن لغزو بعض العرب فنزل القاصد في بيت الشريف عرار ابن عجل النموي قاصد صاحب مكة المقيم بالقاهرة وقت تاريخه فأرسل له قاضي الشافعية الجديد البرهاني بن ظهيرة وطلبه وأخذ منه أوراقًا (١) له من الشريف عرار وأمين القاهرة الأمير جانم الحمزاوي وفيها تطييب خاطره وإبعاده بوصول مراسيم خنكارية إليه باستمرار وظائفه كما سأله له فيها صاحب مكة.

ووصلت (٢) مع القاصد عدة أوراق ومرسوم من قاضي الحنفية بديع الزمان محمد بن الضياء الحنفي ومضمونها ولايته لقضاء مكة وبندر جدة وأنه استناب عمه قاضي المسلمين قوام الدين ابن الضياء في قضاء مكة وإمام الحنفية الجمالي محمد بن أحمد البخاري بجدة. وتوجّه بها إلى صهره قاضي المالكية التاجي عبد الوهاب بن يعقوب وأخته زوجة المتولي، فخلعت على القاصد خلعة وأقام بمكة يومًا وليلة حتى كتب له قاضي الشافعية أجوبة للشريف صاحب مكة وكذا قاضي المالكية وعم


(١) بالأصل: أوراق.
(٢) بالأصل: ووصل.