للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي بديع الزمان مع إرسال مرسومه لاطلاع الشريف عليه، وكتب عمه للشريف باستكراهه لدخوله بين الأخوين أولاد أخيه المتولي والمفصول، فصادف غرض الشريف خصوصًا وأرسل قاضي الشافعية قاصدًا من جماعته لإخبار الشريف بإظهار مرسومِ ضِدّه القاضي بديع الزمان قبل أن يطلع عليه صاحب مكة. فتشوّش من ذلك وتكلم على القاصد بسبب إظهار الخبر قبل وصوله إليه. وأقام القاصد عنده نحو عشرة أيام ثم عاد إلى مكة بأجوبة للقضاة الثلاثة، أسَرُّها موافقة الشافعي على غرضه لكونه من جهته والمالكي أخفي جوابه، وأما القاضي قوام الدين فاطلعتُ على كتاب الشريف له ومضمونه: وصول كتابه إليه وأنه فهم مضمونه وأوصل المرسوم وأنه من أهله في محله وإذا وصل صاحب الوظيفة قريبًا يباشر وظيفته .... (١) أحد من ذلك، وفهمتُ من كتابك عدم دخولك بين الأخوين وهذا من نور باطنك.

ففرح العم بذلك وكان سببًا في توقفه لمباشرة الأحكام وكذا نائبه بجدة، وترك أخوه القاضي أبو السرور الحكم واستمر قاضي جدة الشرفي يحيى ابن القاضي فائز بن ظهيرة يحكم فيها على نيابة الشريف له، فلم يلتفت لوصول المرسوم بولاية القاضي بديع. والله تعالى يلطف بالجميع.

وأمر صاحب مكة بزينة أسواقها سبعة أيام لنصرة الوزير الأعظم إبراهيم باشا على أهل العجم وأخذ مدينة تبريز وغيرها. وأن مصر زُينت كذلك. ونوى الخنكار العود لبلاده بعد وصوله إلى بلاد قراحصار المتوسطة بين بلاد العجم وحلب نحو عشرة أيام. وأنه أرسل ولاقًا (٢) للقاهرة بذلك. فتوقف الشريف عرار عن السفر منها حتى يأتيه جواب صاحب مكة بالتوجّه للروم أو العود إليه.

فزُينت أسواق مكة سبعة أيام أولها يوم الخميس ثامن عشر جماد الأول وألزم


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) الولاق: الرسل. وأخبار انتصار العثمانيين وأخذهم لمدينة تبريز ملخصة في كتاب تاريخ الدولة العلية لمحمد فريد بك المحامي ص ٢٢٢.