الحاكم التجار بتحسين الزينة والاعتناء بها خصوصًا الأعاجم فاهتموا بها في المسعى والخانات وباب السلام. وكتب قاضي الشافعية أجوبة للقاصد بمضمون ما جاء بسببه من جهة صاحب مكة وجهته ويقال إن جماعته سعوا في مناصبه كقضاء جدة ومكة ونظر المسجد الحرام وبذلوا مبلغًا لصاحب مصر نحو خمسة عشر ألفًا، فلم يقبلها منهم المعارضتهم لصاحب مكة وزجرَهم بالكلام فلم يفدهم غير الملام. فالله تعالى يقدر للمسلمين خيرًا.
ثم إن القاصد توجّه لجدة وأقام بها مدة حتى كتب له ملك التجار أجوبته وسافر منها ثم أعقبه قاصد ثان في أول شهر جماد الثاني مضمون النصرة وأن الخنكار توجّه بنفسه لجهة العجم وأن القبطان خير الدين الرومي ملك مدينة طرابلس الغرب وجربة وأعمالها.
وتوجّه لصاحب مكة من جدة ودخلها نائبها الجديد سليمان الرومي في العشر الثاني من جماد الآخر. وفيه توجّه للزيارة قاضي المالكية تاج الدين بن يعقوب بعياله وبعض أصحابه والشيخ أبو الحسن البكري ومعه زوجة له وأمه وأخته، وأقاموا بالمدينة أزْيَد من شهر وعادوا مع قافلة رجب. واستمر نائب جدة بها وأرسل لقاضي الشافعية بمكة البرهاني بن ظهيرة يطلبه لجدة ويحضر تسليمه للأموال السلطانية وتعلق الفرضة من النائب المفصول محمد جلبي وتوجّه إليه وأقام بها نحو جمعة وقبض بحضرته ما طلبه بصدده، وكتب عليه إشهادًا كما كتب على الذي قبله.
ثم عاد إلى مكة القاضي الشافعي ثم نائب جدة الجديد في العشر الأوسط من شعبان وسكن في المدرسة العينية، كعادة نواب جدة، وأضافه الأكابر. ثم إنه خلع على القاضي الشافعي خلعة قفطان في يوم الثلاثاء عشري شعبان وهنّأه الناس وأظهر حزنًا عند لبسها لتذكره وفاة ابن عمه الذي أخذ القضاء عنه. وحمده العقلاء على