للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام الركب المصري بمكة عشرين يومًا وسافر في يوم الثلاثاء عشري الشهر، وأقام الشامي بعده حتى صلى الجمعة ثلاثة أيام وسافر في ليلة السبت رابع عشري الشهر، وكانت إقامته بمكة عشرين يومًا.

ورخصت الأسعار في الحب والسمن والماء وغير ذلك بحيث بيعت الربعية المصرية بثلاثة صغار والمن السمن بأربعين كبيرا والراوية الماء بعثماني وذلك لكثرة الماء في برَك الحاج بمكة وعرفة ووصول الحاج برًا وبحرًا والله الحمد.

ومنع صاحب مكة الشريف أبو نمي أهل مكة من الفقهاء السفر مع الحاج المصري. [لما كثر من الأراذل كعبد اللطيف وأمثاله للسعي في المناصب] (١).

واتفق أن القاضي سعد الدين محمد ابن القاضي خير خير الدين أبا الخير بن ظهيرة وابن أخيه الخيْري أبا الخير ابن الشيخ أبي البركات أراد السفر صحبة شيخهما العلامة المحقق أبي الحسن البكري فتعرض لهما عبيد الشريف ومنعوهما فبطّلا السفر وتوجّه شيخهما من باب الشبيكة أسفل مكة فقدر الله تعالى أنه واجه صاحبها الشريف أبو نمي الممنوعين فأذن لهما وسافرا صحبته لأمر يريده الله تعالى. وقال لهما الشريف: لا تتعرضان لوظيفة القضاء في مكة وجدة ونظر المسجد الحرام، فقالا له: إنما قصدنا طلب الرزق. [فكان ذلك لمنية أحدهما في الغربة] (٢).

وأرسل الشريف قاصدين من جهة القاضي برهان الدين الذي قدمه في الولاية هما الشيخ محمد ابن الشيخ علم الدين العباسي والعز بن محمد ابن الخواجا شهاب الدين الهنيدي. ولم يُعلم حقيقة خبرهما هل توجّها (٣) إلى القاهرة أو الروم. فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويُبلغهم كل خير


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) بالأصل: توجّهان.