للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما وصل لجدة، أظهر فيها الأحكام بقوة وشدة، ولم يباشر الخطبة بجميعها واستناب فيها بعض الغرباء وابن أخيه الكبير عبد المعطي ابن الشيخ بدر الدين حسن باكثير وهو حركته في التصرفات. [وثم أحوال غير محمودة وطغيان وتجبّر] (١).

وأشيع أنه ضرب الخواجا الكبير مسعود الخلادي المغربي لشكوى بعض دَيّانَتِه عنده وأمره بالصبر عليه فلازمه في حبسه، فلم يوافقه وطالبه بحكم الله فأغلظ له في المقال فأمر بضربه ويقال إنه باشر ذلك بنفسه. ولازم الدولة في قبض الصدقة الواصلة الهند للخواجا بخشي الرومي، وأشيع أنها نصف مركب أرسله من الخشب والشحنة، ويقال إن مجموعها نحو ثلاثين ألف دينار واشتملت على خواتم بفصوص وجواهر وأرز وفلفل وبهار وصيني. وأن جماعة الشريف صرحوا له بأخذ ثلثها ومعشرها ومصرفها فيخرج منها أكثر من ثلثها. [وكان ذلك أول غنى عبد اللطيف (٢).

ثم اتفق الحال بين القاضي الجديد والشريف عرار بن عجل الحسني الناظر بجدة على خدمة له بألفي دينار وللقائد جوهر المغربي مثلها ولنائب جدة الرومي مثلها ولغيرهم من أركان الدولة بغيرها. فما صار بجدة للأقوياء وجود من المستحقرين فيها.

ثم تحرر لي أن الصائر لأهل مكة عشرة آلاف أشرفي ولأهل المدينة خمسة وقبض صاحب مكة ثلث أهلها على عادته مع مصرف عليها. وتسلّم الشافعي الجديد يقال ستة آلاف وقيل أربعة آلاف أشرفي والمستعان بالله.


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.