للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أول الشهر قدم القائد جوهر المغربي بنفسه من جهة الشرق لمكة وتوجّه في ليلته الجدة وعمل فيها مصلحته وأخذ مائة إردب حب بثمنها لصاحب مكة لكونه نوى التوجّه إلى جهة اليمن يقال من الشرق وغليت الأسعار بمكة بسبب ذلك. ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وبيعت الكيلة المصرية بثلاثة محلقة وربع. وأمر الأمير شرف الدين يحيى الحمزاوي أخو (١) أمين الديار المصرية الأمير جانم - وهو محاور بمكة عام تاريخه - أن يُباع قمْحه بها كل كيلة بثلاثة صغار إلا ربعًا بنقص ربع ثم نصف على بيع أهل السوق، ونفع الناس بذلك وكثر الثناء عليه بسببه جزاه الله خيرًا. وإن كان أمَر ببيعه على الضعفاء بالكيلة الصغيرة ومنَع الأقوياء ففيه إعانة في رخص السعر. ولقد أخذتُ من جماعة بالمد مراعاة لي فالله يجزيه خيرًا.

وطلب القائد جوهر المغربي قماشًا خرْج العرب من السواد الكندكي والفُوَط بألفي دينار فمشى له الشافعي الجديد في أخذها من تركة الخواجا محمد جان العجمي. وكان توفي نصف المحرم أول سنة تاريخه بمكة وترك ولدين ذكرا وبنتا وزوجة، يقال إن الذكر بالغ وهو رشيد والبنت أصغر منه.

فوضع القاضي هو وأخوه الشيخ جمال الدين محمد باكثير يده على مخلفه وختم عليه، وجهّزه بمبلغ تكلم الناس فيه بسببه. ثم إن أخاه أرسل له بفتح الختم وإعطاء القائد ما طلبه من القماش وتوجّه به إلى جهة الشرق ثم رده ورماه على أهل الخان من المتسببين كل كورجه بخمسة وعشرين أشرفيا. وتظلّم بعضهم عليهم فلم يُفده وذلك لمّا طرأ لصاحب مكة العود إليها والإقامة بها في الوادي مدة ثم يتوجّه إلى اليمن، فعاد بجماعته إلى وادي مر في سابع عشر صفر


(١) بالأصل: أخي.