الدين محمد بن عبد الكريم السمهودي الشافعي المدني شقيق قاضيها الشافعي لأنه صلّى العشاء في منزله وسقط بطوله وسكت من وقته وأقام على ذلك يومًا وليلة ثم مات في عشاء تاريخه. وجهّزه صهره الشيخ محمد ابن الشيخ الجنيد المشرعي وصلّى عليه صبح تاريخه ودفن في تربة صهره. وحزن الناس على فقده الحشمته وحسن عشرته. وعُملت له ربعة بالمعلاة ثلاثة أيام صباحا ومساء وختم له في ثالثها. وخلف بمكة ولدا صغيرًا وبنتا شقيقته بالمدينة كبيرة وزوجة، فالله تعالى يرحمه ويجبرهم وإيانا.
وفي العشر الأول من شعبان فُرقت مبرة أمير الصعيد داود بن عمر على يد عبده وجماعة من شهود قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير وقاضي المالكية التاجي عبد الوهاب بن يعقوب لكون الشريف عرار بن عجل فوض أمر ذلك إليهما، وأن يكتب الشيخ أبو زرعة رأس العدول فيها ورفيقه الشيخ علم الدين العباسي المجاور بمكة. فامتنع أولهما لكونه من جهة الشافعي وأحسن في فعله وأعز نفسه، وأعطي لكل نفر محلقة كبار أربعة وعثماني. وذكر عيال الفقهاء مع بعضهم وبعض العامة والأربطة ونقص المال عن التفرقة المعتادة للتصرف فيه بالزيادة لأهل الجاه. وتشوّش عبد صاحبها من مباشرتها وكثر الإشلاء عليهم والكلام، ولم يُفد الناس غير الملام ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وفي يوم الإثنين رابع عشر الشهر شرع القاضي الجديد في تفرقة حب الخنكار المعتاد حمله كل عام في وكالة الأشرف قايتباي وحضر معه القضاة الثلاثة وبعض المباشرين على العادة. وقدم الشافعي الجديد المحبي محمد ابن الشيخ رضي الدين الحناوي وهو ضعيف الحركة مع إظهار المعرفة وأعطى لكل نفر من العلماء وعائلته كيلتين وللعامة دون ذلك وحصل الاقتصار في كثير من الناس لتصرف القاضي الشافعي الجديد فيه الجماعته وأركان الدولة وفعل كذلك في تفرقة حب دشيشة