للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشرف قايتباي على أهل رباطه وأرباب وظائفه. وقرر جماعة زيادة من عنده لما لم يوافق عليه الآغا تنم الجاركسي وأرسل عرّفه بما فعله كما سيأتي خبره.

وفي ليلة الثلاثاء نصف شعبان وصلت قافلة من الشرق فيها سمن وكانوا في شعب أذاخر فقتل عليه اثنان منهم ولم يعلم، قاتلهما، فخرج الفزع لهما ووقعت ضجة في سوق المعلاة وتوجّه القائد مبارك الدهلكي في طلب القاتل حتى عرف جماعته وقبض على أخي القاتل مع علمه ودخل به مقطوع … (١) وأنكر ذلك جمع من الناس، والله الأمر في إزالة الباس.

وفي ليلة نصف شعبان ماتت المعمّرة الأصيلة فاطمة ابنة عبد الله وعبد السلام وجهّزاها (٢) في ليلتها وصلّي عليها في صبحها عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة في تربة الزمازمة بالمعلاة بالقرب من الشيخ علي الشولي وعمرها نحو سبعين سنة، رحمها الله وإيانا.

وفي ضحى يوم الأربعاء سادس عشر شعبان مات الولد الأصيل زين الدين بن الحسن ابن الشيخ فتح الله بن أبي الفتح ابن الشيخ سراج الدين عمر بن أبي السعود بن ظهيرة القرشي المخزومي وهو في العشرين من عمره، فجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر عند الحجر الأسود كعادة بني ظهيرة وشيعه خلق من الفقهاء وغيرهم [ودفن] (٣) على جدته لأمه ابنة أبي الفتح بن حمام بالقرب من الشعب الأقصى من المعلاة عند السيدة خديجة الكبرى زوجة النبي . وأخذ العزاء فيه والده وعمه وحزنوا عليه كثيرًا لشبابه.

وكان الأولى لهم سترته لأنه أول ما ولد كان بنتًا بفرج وسمي زينب، فلما


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل، ولا شك أن بعض الكلمات قد سقطت منها.
(٣) إضافة تقتضيها الجملة.