للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كبر مُحي الفرج وطلع في محله ذكر صغير (١) فسمي زين الدين، فصار يظهر للناس ويعمم ودخل المكتب وقد رآه جماعة في بدايته ونهايته. ولم يقدر لي مشاهدة أمره مع حرصي على ذلك.

ورأيت في تذكرة جدي الحافظ العمدة نجم الدين عمر بن فهد المسماة نزهة العيون فيما تفرق من الفنون أنه اتفق في .... (٢).

وفي صبح يوم الخميس سابع عشر شعبان وصلت لمكة أول قافلة المدينة الشريفة وفيها والدة المرحوم قاضي القضاة الشافعي المحجبي بن ظهيرة وأخواتها بنات الشيخ عمر الشيبي والإمام أبو الخير الطبري وغيرهم، تقبل الله منهم وأخلف عليهم.

وفي ثاني تاريخه وصل شيخ القافلة السيد علاء الدين ملك التجار بجماعته من العرب والعجم، وذكروا عنه أفعالًا سارة من الإطعام والمبرّات وغيرها، وأنه وقع في المدينة هجة لا أصل لها بحيث اضطرب أهل المدينة فخرجوا متسلحين لملاقاة العرب فلم يجدوا أحدًا. وكان ذلك سبب تأخير القافلة عن إدراك النصف من شعبان على العادة. وأن أهل المدينة برزوا بأمر خطيبهم القاضي فتح الدين أبي الفتح ابن القاضي صلاح الدين محمد بن صالح الشافعي. وفتح لهم باب الحجرة الشريفة في رابع شعبان المسمى بالنوبة، فلم يُسْقوا.

وأما مكة فهي بحمد الله تعالى من اعتدال الأسعار في الأقوات وكثرة الحبوب ونزول سعر الحب والسمن واللحم لوجود المرعى في الشرق واليمن.

وفي نصف هذا الشهر فرق الوزير آصف خان - عظم الله له الشأن - ثاني تفرقة بعد الأولى عند وصوله لمكة على أرباب الشعائر والقضاة والأئمة والمؤذنين والفراشين وغيرهم. وكانت التفرقة هذه على جماعة من المشائخ المدرسين


(١) بالأصل: ذكرا صغيرا.
(٢) لم ينقل المؤلف النص من تذكرة جدّه بعد أن أحال عليها.