للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النغر فقابله وباعها للشيخ مصطفى وشهد الشهود ببيع جميع الأرض مع نصف غراس الشجر والثمر. وقال الشيخ صلاح الدين المعناوي للمتبايعين الغراس باطل على مذهبي وعندي النقل بذلك فكذبه القاضي تاج الدين ويقال صدرت (١) منه كلمات في علماء مذهبه أنكرها من سمعها عنه ولأجلها ضرب الشاهد ولمخالفته في الشهادة الجميع المبيع وثبوته عند قاضي الحنفية أبي السرور ابن الضياء بعد أن كانت الدعوى عنده من شهر شعبان واختفى الشاهد الثاني وتشفع بالقاضي الشافعي المفصول البرهاني بن ظهيرة فحماه لكن المالكي منعهما من الشهادة مطلقًا. وكثر كلام المغرضين في هذه القضية، والله أعلم بحقيقتها.

واتفق في ليلة الجمعة سابع عشر الشهر وصول الخبر لمكة بواقعة عظيمة وقعت لصاحبها السيد الشريف أبي نمي محمد بن بركات مع وزيره القائد الكبير جوهر المغربي السحرتي (٢) وكان عبد والده فأعتقه هو لتربيته له وقيامه بولايته عقب وفاة والده فكان يتصرف عليه. فزاد القائد في تصرفاته وأمعن في مخالفته وتجرأ عليه بزواجه لأخته من أبيه الشريفة مصباح. وكان يظهر لسيده خدمتها وبالدخول عليها لتعظيمها مع انقياده لها وميله إليها. واستمر على ذلك نحو عشر سنين فاطلع على خبرهما أخوها الشريف ثقبة فسمّه القائد حتى مات في سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وشاع هذا في الآفاق بين الناس وكثر فيه الكلام بين الأكابر والأوباش ولم يطلع شقيقه السيد أبو نمي على حقيقة ذلك إلّا في أول العشر الثاني من شهر تاريخه هنالك. ففاوض شقيقه أبا القاسم ومقدمه القائد ياقوت بن عجلان الجبرتي الحبشي في قتل القائد وأخته وقال لهما اخترتكما لذلك، فقالا له: لو طلبت أنفسنا، لبلغناك واهنًا لك. فوافقاه على طلب القائد جوهر إليه وأن


(١) بالأصل: صدر.
(٢) وردت الكلمة مكررة بالأصل.