للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقضوا (١) حاجته قبل وصوله إليه. فأمر بعض عبيده الوصفان من جزل لكونهم ضد سحرت بطلبه والبطش فيه، فطلبوه إلى سيده في ليلة الأربعاء نصف شهر تاريخه فبطشوا به عند خروجه من منزله وخنقوه خنقًا بالحبل وضرب الجنبية في بطنه. وأمر سيده بدفنه في موضعه بثيابه.

ثم إن الشريف أبا القاسم توجّه لأخته الشريفة مصباح فخنقها في مضربها وضيق عليها المهالك ثم جهّزها إلى الواديين ودفنها على أختها شامة هنالك. وأمر السيد أبو نمي بعدم النعي عليهما ووضع يده على مخلف أولهما ونقل خزانته إلى محله وكذا خيوله، ويقال عدتها في الفريق نحو الخمسين ومفرق عند العرب مثلاها (٢) ومن الإبل نحو ثمانية آلاف وغير ذلك من الدروع والرايات والأصائل والبيوت والأملاك.

وأرسل الشريف جماعة لمكة وجدة والوادي بالختم على بيوته وحواصله وطلب المباشرين له وجميع أتباعه لسؤالهم (٣) عن جهاته مع كونه مزوج بشريفة من أهل اليمن وله منها ولدان صغيران لكن العبد و ما ملك لسيده، وهو غرس نعمته.

وكان هذا من الذل بعد العز فسبحان المعز المذل. وعجب الناس من جرأة المنتقم ممن عصاه وخالف أمره واتبع هواه.

وهذه القصة موافقة لفعل جد صاحب هذه القضية السيد محمد بن بركات صاحب مكة .... (٤) وزيره القائد محمد بن بديد في سنة ٨٧٣ هـ[١٤٦٨ م] كما ذكره جدي الحافظ نجم الدين عمر بن فهد المكي وكان قبله مع خاله أحمد بن قفيف بحضرته بين وادي أبي عروة والجموم وادي مر وحملا إلى مكة ودفنا بالمعلاة


(١) بالأصل: يقضون.
(٢) بالأصل: مثليها.
(٣) بالأصل: لسؤاله.
(٤) كلمتان غير مقروءتين بالأصل.