للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس إليه، وكان لا يريد أن يفارقها (١) وكان متى غاب عنه جعفر وعباسة لا يتم سروره، فقال: يا جعفر لا يتم سروري إلا بك وبالعباسة ولكني أزوجها منك ليحل لك الاجتماع معها وإياكما أن تجتمعا وأنا دونكما فتزوجها على هذا الشرط فبقي على هذه الحالة ما شاء الله تعالى، حتى احتالت العباسة بالخديعة لأمه فجعلت نفسها جارية فدخلت على جعفر وهو عمل في السكر فوطئها وحملت منه وظهر منها ولد. فولدت (٢) له غلاما وسمّتْه رياش وحاضنته تسمى برة (٣) فلما خافت ظهور الأمر غيّبتهم إلى مكة. فقدر الله تعالى أن زبيدة أم الأمين تشوشت من يحيى بن خالد البرمكي وشكتْه إلى الرشيد فلم يقبل كلامها فيه وقال: يحيى عندي حرمتهم في حرمي قالت: لو كان ذلك كذلك لحفظ ابنه جعفر عما ارتكبه! فقال لها وماذا ارتكب؟ فخبرته بخبر العباسة، فطلب الدليل على ذلك فقالت: وأي دليل أدل من الولد؟ قال وأين هو؟ قالت لما خافت أمه وجهت به إلى مكة، قال: وعلم بهذا أحد سواك؟ قالت ما في القصر جارية إلّا وقد عرفت به. فسكت عنها وأظهر أنه يريد الحج فخرج ومعه جعفر، فكتبت العباسة إلى الداية والخادم أن يخرجا بالصبي نحو اليمن. فلما وصل الرشيد لمكة بحث عن هذه القصة فوجدها صحيحة فأضمر في البرامكة لأجل ذلك إزالة نعمتهم (٤). ولأبي نواس أبيات تدل على طرف هذه الواقعة، وهي:

ألا قل لأمين الله … وابن القادة السادة

إذا ما ثالث سر … كان يقعد ......


(١) بالأصل: كلام مضطرب أصلحناه من مخطوطة كتاب كمامة الزهر ورقة ٩٣ ب.
(٢) وردت الجملة بالأصل مضطربة جدًّا والأصل من المخطوط السابق الذكر ورقة ٩٤ أ.
(٣) وردت الجملة بالأصل مضطربة جدًّا والأصل من المخطوط السابق الذكر ورقة ٩٤ أ.
(٤) كامل النص السابق منقول بتصرف من كتاب كمامة الزهر المخطوط السابق الذكر ورقة ٩٤ أ - ب.