للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا تقتلنه بالسيف … فروحه بعباسة (١)

قال ابن بدرون (٢) ثم دعا الرشيد المهدي بن شاهك (٣) وهو أحد قواده فأمره بالمضي إلى بغداد دار السلام وأن يتوكل بالبرامكة ودورهم وأتباعهم (٤) وأن يجعل ذلك سرًا من حيث لا يعلم به أحد حتى يصل إلى بغداد. ففعل المهدي. وكان الرشيد بالأبيار بموضع يقال له الغمر ومعه جعفر فمضى إلى موضعه فدعا الرشيد بأبي ريحان الأعمى الطنبوري (٥) ومدت الستارة وجلس جواريه خلفها يضربن ويسقين وأبو الريحان يغنيه:

ما يريد الناس منّا … ما ينام الناس عنّا

فدعا الرشيد ساعته من بياسر - غلام من غلمانه ويدعى مرحلًا - فقال يا ياسر، إني دعوتك لأمر لم أر له أولادي محمدًا ولا عبد ولا عبد الله ولا القاسم أهلًا ورأيتك ناهضًا به فحقق ظني واحذر أن تخالفه فيكون سبب سقوط نعمتك عندي. قال: يا أمير المؤمنين لو أمرتني بقتل نفسي لفعلت قال اذهب إلى جعفر بن يحيى وجئني برأسه الساعة على أي حال تجده. فوقف ياسر حائرًا (٦) لا يجد جوابًا. فقال: ألم أتقدم إليك إن خالفت أمري؟ قال بلى ولكن الأمر عظيم ووددت أني قد متّ قبل هذا قال امض لما أمرتك. فمضى حتى دخل على جعفر ومغنيه يقول هذه الأبيات:


(١) وردت الأبيات الثلاثة مضطربة بالأصل.
(٢) بالأصل: ابن زيدون.
(٣) ورد الاسم في كمامة الزهر: السندي بن ماهر.
(٤) بالأصل: وقرياهم.
(٥) ورد الاسم في كمامة الزهر: أبو زكار.
(٦) بالأصل: حائر.