للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا تبعد فكل (١) فتى سيأتي … عليه الموت يطرق أو يغادي

ولو أفْديتُ من حدث الليالي … فديتك بالطريف وبالتلاد

وكل ذخيرة لا بد يوما … وإن بقيَتْ تصير إلى نفاد

فقال: يا ياسر سُررت بإقبالك وشوقتني بدخولك بغير إذن. فقال: الأمر أكبر هذا وأعظم إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وكذا، فأقبل جعفر يقبل قدم ياسر ويقول: دعني أدخل قال: لا سبيل إلى ذلك ولكن أوص بما شئت، قال: إن لي عليك حقا ولن تجد مكافأتي إلّا في هذه الساعة، قال: تجدني سريعا إلّا فيما خالف أمير المؤمنين. قال: فارجع إليه فأعلمه أنك قد نفذتَ ما أمرك به، فإن أصبح نادمًا كانت حياتي على يديك وكانت لك عندي نعمة، وأن أصبح على مثل مذهبه نفذت ما أمرك به قال وهذا لست أفعل قال فأسير معك إلى مضرب أمير المؤمنين بحيث أسمع كلامه ومراجعتك إياه، فإذا أبليت عذرا ولم يقنع إلا .. (٢) برأسي إليه فعلت، قال: أما هذا فنعم.

فسارا جميعًا إلى مضرب الرشيد فلما سمع حسه قال: يا ياسر، قال: ما وراءك؟ فعرّفه ما قال جعفر، فقال: يا عاض من أمه والله لئن راجعتني لأقدّمنّك قبله، فرجع وقتله وجاءه برأسه، فلما وضعه بين يديه أقبل عليه ثم قال: يا ياسر جئْني بفلان وفلان فلما أتاه بهما قال لهما اضربا عنق ياسر، فإني لا أقدر أن أرى قاتل جعفر (٣).

ثم نقل ابن بدرون عدة روايات في سبب قتل البرامكة وكلها موافقة لقصة أخته العباسة ثم قتلها خفية.

وهذه سمة الأكابر في الزمن الخالي والغابر، وفيه عبرة للمعتبر، ومَن خالف أمر


(١) بالأصل فلا تقعد لكل.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) نقل المؤلف النص بتصرف من كتاب كمامة الزهر ورقة ٩٤ ب - ٩٥ أ من المخطوط السابق الذكر.