الله وما انزجر (١)، خصوصًا فعل الأطراف مع السادة الأشراف الذين أصلهم من نبعة الرسول، وأمهم فاطمة الزهراء البتول، وأقامهم في حرمه الأمين، لحماية المسلمين.
وكان من الاتفاق تشاؤم القائد بتوجه القاضي إليه لسيده ونزوله في الفريق عليه لأنه السبب في ولايته ومعارضه في أمره، وأقام عندهم ثلاثة أيام وأصلح الشريف بين القاضي وخصمه حتى يراجع الناظر في القاهرة بأمره فإما يسمح له بما قبضه أو يرده إلى أربابه. وخرج من الفريق ليلة الإثنين قبل قتل القائد بيومين. ووصل الخبر لمكة في ليلة وصوله فكان ذلك من أغرب الغرائب، وأعجب العجائب.
ووافق حدوث هذه الأخبار من الصغار والكبار، أن الشريف أبا نمي أمر بزينة أسواق مكة ثانيًا لوصول الشاووش يخبره بنصرة الخنكار سليمان خان بن عثمان على أهل العجم وابتدئ بفعل ذلك يوم الأحد تاسع عشر رمضان المعظم.
وفي حادي عشري الشهر ختم في مقام الشافعي صلاة التراويح وصلّى فيه الزيني عياض ابن الإمام محمد بن عبد البر بن أبي السعادات الطبري وقام به عمومته وأقاربه.
وفي ليلة خامس عشري الشهر ختم في مقام الحنفي الجمالي أبو حامد ابن الإمام شهاب الدين أحمد البخاري بعناية أخيه الجمالي محمد. وصلّى معه وزير الهند آصف خان، وغيره من الأعيان، وأنعم عليه بعد الختم آصف خان، تقبل الله ذلك منه.
وفي ليلة الإثنين سابع عشري الشهر ختم في مقام المالكي وعمل قاضي القضاة التاجي عبد الوهاب المالكي لابن أخته كمالية والسيد حسين بن أبي بكر بن إبراهيم القبيباتي الدمشقي زفة من منزله بالقضاة والفقهاء والمفرعات والشموع إلى المقام
(١) ذكر المؤلف أن هذا الزواج مخالف لأمر الله، فإذا اعتبر الشريف أنه زنى فلِمَ أقام الحد على الرجل ولم يُقِمه على المرأة؟