بيت السيد علاء الدين ملك التجار عمارة الخواجا عبد الرحمن بن علي الدمشقي بالقرب من باب العجلة أحد أبواب المسجد الحرام. واغتبط به لسعته وتحصيل البيوت الموافقة له، والجماعته كبيوت الشيخ حاتم المغربي وحوش الشيخ عمر الشيبي لخيله وحوش دار العجلة لمطبخه. وكان قبل ذلك محصورًا في سكنه مع عيال سلطانه فسكن هو وإياهم في البيت المذكور، وانشرحت منه الخواطر والصدور.
واتفق في نصف شوال المذكور وصول الخواجا خليل الكيلاني واجتمع بوالده وهو مريض ففرح بجمع الشمل به وأقام عنده أيامًا يسيرة ثم توجّه لجدة لمهمات الوزير فمات والده في ثالث يوم عزمه وهو يوم الإثنين ثامن عشر الشهر، وجهّزه وكيله الشيخ أبو زرعة المنوفي العدل، ودفنه بالمعلاة وطلع. معه الأعيان وتشوش لغيبة ولده عنه كل إنسان.
وفي عشاء ليلة الجمعة ثامن عشري الشهر وصل لمكة صاحبها السيد أبو نمى الحسني وهرع الأعيان وأرباب الوظائف للسلام عليه فوجدوه منشرحًا لتمكنه، فقد قتل وزيره.
وفي عصر تاريخه توجّه له وزير سلطان الهند آصف خان وصحبته شمس خان وعمدة الملك وغيرهم من أتباعهم ركبانا على الخيل وبعضهم مشاة فسلموا على الشريف أبي نمي في مقعده وسقاهم سكرًا مذابًا. وكان قاضي المالكية التاجي عبد الوهاب بن يعقوب توجّه للشريف قبلهم وأخبره بقدومهم إليه فتهيأ لهم ثم بعد بروزهم من عند الشريف أرسلوا لصهريه من القماش بَقْجتين ومَرْطَبَانًا (١) صينيًا لا يُعلم ما فيه ونقدًا من الذهب يُقال خمسمائة سلطاني.