للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطلوع بنفسه. ثم رؤي الهلال كاملًا ليلة الجمعة وجمع فيه عيدان للجمعة وللفطر.

وفي صباحها خطب للعيد الخطيب الجديد القاضي جمال الدين محمد ابن شيخنا عبد الله باكثير أخو (١) القاضي الشافعي الجديد خطبة لطيفة. وبعد فراغها مشي بأعلامه إلى منزل أخيه القاضي الشافعي وأفطر عنده ضخامة له وتوفرة على نفسه من الكلفة. وبعض الناس ذمه على فعله لكونه أكبر سنًا من القاضي. وخطب في ظهر الجمعة الخطيب محيي الدين العراقي.

ووصل في العشر الأول من شوال شهر تاريخه نحو عشرين مركبًا من الهند يُقال خمسة من تحت الريح وخمسة من كاليكوط والباقي من غيرها وبعضها من كنباية والديو. وفيها عمة السلطان بهادر شاه ابن مظفر شاه الأحمد آبادي ووزيران له هما حميد الملك أخو وزيره المتقدم آصف خان، وهو أكبر منه، وشمس خان وغيرهم من الأتباع، والخواجا خليل بن .... (٢) الكيلاني أمين المبرة البهادرية كان، ومعهم جملة من الأموال والتحف وخفي على دولة الأروام أمرها لكونها نُسبت للتجار من أربابها.

ورخصت البضائع الهندية ونزل سعر الذهب بمكة وجدة كل أشرفي سبعة وثمانية كبار. وتعطل كثير من المتسببين بل انكسر، وعلى الله الجبر.

ووصلت الأخبار معهم بانتصار سلطان المغل محمد همايون وتولية أخيه عوضه وتفرق العسكر عنه وأن السلطان بهادر متطمّع بعود بلده إليه، والله أعلم.

وفي ليلة السبت تاسع شوال سافر القاضي الشافعي الزيني باكثير لبندر جدة ودخل مكة الوزيران القادمان حميد الملك وشمس حسان وغيرهم من عسكر الوزير وأتباعه وأنزل أخاه بجانب سكنه الجديد الذي انتقل إليه من أول شهر تاريخه وهو


(١) بالأصل: أخي.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.