للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ عبد الله المظلوم، وأزال عنها جملة من الظلوم ووَلّى وعزل وخدم فيها بالبذل.

منها أن في عاشر الشهر ولى الوزير بها الجمالي محمد بن أحمد المريسي رأس الكتاب بها يقال بنحو أربعين ألف أشرفي وألبسه خلعة لذلك. وولى حكم جدة للقاضي ريحان الحبشي عتيق والده السيد بركات الحسني عوض الجمالي محمد ابن القائد جوهر المغربي، يقال بمبلغ يسير.

واتفق في مجلس السيد أبي نمي صاحب مكة خصام بين قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير والسيد علاء الدين ملك التجار بسبب مطالبته بتركة زوجته بوصول مرسوم له يقال من نائب مصر خسروه الرومي (١) أو الأبواب الخندكارية بواسطة مكاتبتهم من قاضي الشافعية المذكور. وتجرأ على السيد بلسانه وتكلم في نسبه وصار يتهدده بشكواه، ويظهر ذلك في سره ونجواه، فخصص (٢) السيد أبو نمي عليهما ونصر جانب ثانيهما، والله تعالى ينظر إليهما.

واستمر السيد أبو نمي بجدة حتى عاد لمكة في سادس عشر الشهر بعد دخوله للوادي ذهابًا وإيابًا وهرع الأعيان للسلام عليه ثم عاد لوادي الدكناء مرة ثانية لأجل بيع ثمر النخيل قبل احمراره واصفراره خوفًا من إتلاف الحاج له، وذلك جائز على قاعدة مذهب الحنفية في بيع الثمر الأخضر .... (٣). وأقام به يومًا ثم عاد لمكة.

وكانت الكعبة الشريفة شُمّر ثوبها على العادة في يوم الثلاثاء خامس عشري الشهر.

وفي عصر يوم الأربعاء ثاني تاريخه وصلت لمكة راحلة من ينبع لصاحبها


(١) ورد الاسم بالأصل "قصروه" وصوابه "خسرو" بناء على ما ذكره الإسحاقي. وقد وردت اختلافات أخرى في هذا العلم، فمنهم من أورده "خسرق" ومنهم من جعله "خرف". انظر كتاب أوضح الإشارات لأحمد جلبي عبد الغني ص ١٤٦، ١٤٧، ٧٦٦.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.