للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيد الشريف أبي نمي بأخبار الحاج المصري وأنه كبير وغالبه عفش وصحبته قاصد وزير الهند آصف خان ورفقته كيخيا نائب الديار المصرية الرومي، ومكاتبات منهما للوزير بتطمين خاطره، وأن الخنكار أنعم عليه بما يرومه وزيادة مع إكرام قاصده واحترامه سفرًا وحضرًا. فسر الوزير بذلك، وأظهر الفرح هنالك، ووعد أهل مكة بتفرقة مبرّتهم قبل طلوعهم عرفة.

ثم في عصر يوم الجمعة ثامن عشري الشهر دخل مكة الكيخيا الرومي وقاصد وزير الهند وهو يافعي، وتوجّها للوزير إلى منزله ودفعا له مراسيم بإطلاق الخنكار لأموالهم ويسمح لهم بمعشرها وأنعم على الوزير بمبلغ عشرة آلاف أشرفي وثلاثمائة حمل من الأرز والقمح والسكر والقطر (١) وغير ذلك للمنفعة فزاد سروره وعظمته، ونزل الكيخيا في مدرسة الأشرف قايتباي ثم تحول إلى قصر الغوري على علو باب إبراهيم بأمر صاحب مكة.

وفي ظهر يوم السبت هجم الحاج المصري بدخول مكة المشرفة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا.

ووصل أميرهم الكاشف مصطفى الجاركسي، وكان وصل قبل ذلك في سنين ثلاث إلى الزاهر ودخل مكة في عشاء ليلة الأحد ثاني تاريخه وطاف وسعى [وعاد] (٢) للزاهر وبات فيه إلى صباحه.

وفي صباحه خرج للقائه به صاحب مكة السيد أبو نمي الحسني بعسكره فخلع عليه وعلى ولده السيد أحمد وهو مراهق وقاضي الشافعية الجديد الزيني عبد اللطيف باكثير والسيد عرار بن عجل الحسني الناظر بجدة وقاضي المحمل المصري القاضي محيي الدين عبد القادر بن محمد القاهري الحنفي ويعرف كجده بابن


(١) كلمة تكررت بالأصل.
(٢) كلمة تقتضيها الجملة.