للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالباسطية، وأقام ثلاثة أيام متوالية وفي آخرها أعطى تعلق الأربطة لمشائخها. وكان قبضها هنيًا لكنه أحدث مضرة على الغيّاب من أهل الصر لقطع تعلقهم لغيبتهم، وقال ذلك بمرسوم معه مع قطع أسماء بعض جماعة ممن له صر كبير من كبير من الأروام. وكثر الكلام بما لم يفدهم غير الملام. وغالبها ذهب قبرصي (١).

وفُرقت الذخيرة في المدرسة الأشرفية على يد خازندار أمير الحاج وقاضي المحمل وشهوده وكانت سهلة لكونها ذهبًا. وفُرق جميع صر أهل مصر على يد أخي قاضيها الرومي، وكان محرمًا بالحج متجردًا على ثيابه مدة مقامه بمكة قبل الحج وهو شرح (٢) لطيف، وحضر معه قاضي المحمل وشهوده وقاضيا مكة الشافعي والمالكي عدة ليال لغالب الليل ثم تعبوا وتركوه لكون التفرقة ذهبًا وأشرك المستحقين فيها مع قلة استحقاقهم في المخلفات وحصل الضرر لهم وله ووعد بإرسالها فضة في السنة الآتية إن شاء الله تعالى. وكان حريصًا على تكميلها قبل توجّهه لعرفة فما أمكن لكون بقية بيت الشافعي من الحكمي والمستجد حوالة على السبرج والغازية الواصلة مع الحاج الشامي.

وتكلم قاضي الشام الواصل صحبة الركب عام تاريخه وهو فخر الدين بن إسرافيل الآتي ذكره فلم يتهيّأ فعل ذلك قبل الحج لضيق الوقت ثم تركهم عند قاضي مكة الشافعي على عادته في السنين المتأخرة بعد إقباضه لبعض المستحقين وتضرر باقيهم من تخلفه. وإثم ذلك على من سبّب تأخره في بدايته. والمستعان بالله.

وفي ليلة الجمعة رابع الشهر وصل جماعة من الحاج الشامي وأخبروا بوصوله، وكان سبب تأخيرهم سوء تدبير أميرهم وهو قاسم بك الرومي نائب البيرة. ووصل قبل تاريخه أميرًا على الحاج الشامي مع قوة سيره في بعض المناهل. ثم إنه وصل لمكة


(١) بالأصل: ذهبًا قبرصيًا.
(٢) كذا بالأصل، ولعل صوابها "شيخ".