للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل حاجه في ليلة الجمعة ثاني تاريخه فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وأقام به يومًا وليلة ثانية حتى وصل حاجه.

وفي صباح يوم السبت سادس الشهر لاقاه صاحب مكة السيد أبو نمي من الزاهر وعرض بعسكره وخلع عليه خلعة بمفرده ومشى أمامه من الزاهر إلى المعلاة قبالة تربة أبيه، وسلم عليه وعاد لمنزله. وعاد لمنزله وترك غالب الحاج الشامي بالأبطح على عادتهم وسكن بيوت مكة التجار وقاضي الشام فخر الدين بن إسرافيل في حارة قريش قرب سويقة الشامي في بيت الخواجا أبي بكر بن خربان الجديد. وهرع أرباب الوظائف للسلام عليه وتهور في الألفاظ وقال لهم: أعدُّ من بَرَكَة سفري هذه تركي لاستعمال الأفيون قليلًا وذلك لحر البلاد. وهو كاذب في قوله لما ظهر منه من الفساد في الأقوال والأفعال.

فإنه وصل صحبته جميع صر أوقاف الشام وحلب ولم يفد المستحقين لها وفرقها في مجالس عديدة ليلًا ونهارًا سرًا وجهارًا، ولازمه قاضي مكة الشافعي لسابق صحبته له، ويقال إنه .... (١) ثم تركه في آخر أمره لكثرة ضرره في صرفه وتوقفه في منع بعض المستحقين وإشراك بعضهم بعضا في الذهب مع نقصه في الوزن والصرف. وتصرف بتصرفات غير محمودة فتحيل عليه رب الكعبة المعبود (٢) بأن ينتقم منه في فعله.

ومن ذلك ما شاهدتُه في خلطه أنه صرف وقف سيدي من رسالته على المستحقين في مبراتهم … (٣) باشا ففرقت قبل فراغ الرسالة، فأنكر عليه المستحقون لها فراغها فتأمل في المجلس صُرَر الأوقاف الواصلة معه فوجد مبرة وقف سيدي لم


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل ولعلها "صحبه".
(٢) بالأصل: المعبودة وهو خطأ فالمسلم لا يعبد الكعبة.
(٣) كلمتان غير مقروءتين بالأصل.