للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زوجته أم الأولاد لفكاك أولاده، فلحق قاصده وبعض الحاج ورافقهم إلى طرف البرقاء (١).

ثم اجتمع بساقة الحاج وهم سائرون وأراد أن يهجم عليهم بخيله ورجله في الليل فأشار عليه الشريف عرار بن عجل الحسني وبعض القواد بالتربص إلى الصباح حتى يراسل أمير الحاج ويخبره بوصوله لأجل فكاك من عنده من الأشراف أولاد أخيه وغيرهم ويكفي الله شره، فما وافق على ذلك إلا بعد جهد ولبس (٢) درعه وكذا جميع قواده، فسمع أمير الحاج بوصوله وأوقد المشاعل والأشجار التي في طريقه وتوقف ساعة في سيره حتى لمّ الحاج على بعضهم بعضا، ورمى (٣) مدافع النفط وأظهر الخوف والاحتراز من الشريف وعسكره.

ثم إنه ترك الحاج قريب عسفان، وبات الشريف خلفهم وفي الصباح وجد جماعة من الحاج نائمين في الطريق نحو خمسة أنفس من جملتهم دوادار أمير الحاج ومدبرهم الأمير علي بن طالوا الدمشقي وغيرهما وهرب منهم واحد وقبض الشريف على الباقين. فقال له الأمير علي بن طالوا: يا مولانا أترك منا واحدًا حتى يواجه أمير الحاج ويخبره بخبر وصولك إليه ونمشي في القضية، فمال الشريف إلى قوله لحسن مشورته. وعُدّ ذلك من مَنّ الله وسعده. فأطلق الشريف علي بن طالوا فتوجّه لأمير الحاج وأخبره بوصول الشريف بنفسه وعسكره لأجل إطلاق أولاد أخيه وأشار عليه بإطلاقهم، فأطلقهم وأرسلهم راكبين على بغال بعد أن كانوا مشاة طول الطريق. فكفى الله الحاج الفتن والتعويق.


(١) البرقاء: لعلها برقاء الغميم التي تقع في الطريق بين مكة والمدينة على مقربة من عسفان. البلادي: معجم معالم الحجاز ٦: ٢٦٥.
(٢) بالأصل: وألبس.
(٣) بالأصل: وأرمى.