للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تركه لها هيبته من هيبة المكان وبالله المستعان. [وخلفه بعد موته أبو حامد] (١).

ثم إن أمير الحاج الشامي أقام بمكة بعد الحاج المصري بسبعة عشر يومًا. [وضجر الناس من إقامته] (٢).

وفي فجر يوم الثلاثاء ثالث عشري الشهر سافر أمير الحاج الشامي وتبعه بقية حاجه في صبح تاريخه وأقام في وادي أبي عروة يوم تاريخه وسافر منه في ثانيه، وأخذ من الوادي صحبته جماعة من أهل الوادي لكونهم عبثوا بالحاج سرقة وجراحًا، [فعبث أمير الحاج بهم] (٣).

وكان من جملة الممسوكين عم زوجة صاحب مكة الشريف محمد بن عنقا ابن وبير النموي الحسني وكان مريضًا في منزله مع ولدين له دون البلوغ وولدين لأخيه الشريف هجار، فبذل لأمير الحاج الشريف محمد بن عنقا مالا لخلاص نفسه وأولاده ولم يسلمه له فتركه لمرضه في الوادي وسافر جميع الحاج ومعهم الأولاد في صبح تاريخه.

فجاء الخبر لمكة في ظهر اليوم المذكور وهو يوم الأربعاء رابع عشري ذي الحجة، يوم نحس مستمر لكونها أربعة لا تدور في الشهر وقد بينتُ ذلك في مؤلفي الخبر المرفوع في أيام الأسبوع، ولما بلغ صاحب مكة خبر أمير الحاج ومسكه لأولاد أخيه من عم زوجته أظهر التشويش مع عياله، فأمر عسكره من الخيالة بالتوجه صحبته لملاقاة أمير الحاج في الوادي أو غيره، فتوجّه مخفًا بالخيل والرجل حتى وصل لوادي أبي عروة بعد صلاة العصر وانقطع كثير من المشاة وبعض الخيالة فأمر بردّ، غالبهم وبلغه ترك الشريف محمد بن عنقا في الوادي، وأنه أرسل بمصاغ


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.