للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عوض محمد باكثير الشافعي لموت القاضي بديع الزمان في أول السنة، وجاء خبر موته لمكة في أول شهر رمضان. [وهو أول خطيب حنفي وتبعه البخاريان] (١).

وأشيعت ولايته الخطابة المسجد الحرام ونظره وقضاء مكة وجدة ولم يمتنع أحد من أخصامه من مباشرة وظائفه الحرصهم على الولاية والمستعان بالله. [وبالجملة فكان من أضاحيك الزمان] (٢).

وطلب أمير الحاج الشامي شريكه الشيخ محيي الدين العراقي لكون جمعة تاريخه له وأنه يقدم فيها المتولي الجديد حتى يباشرها بحضرته. وكان القاضي الشافعي منعه من المباشرة لأجل أخيه فتوجّه بعض الأروام لصاحب مكة السيد أبي (٣) نمي وأطلعوه على مراسيم الخطيب الجديد فقال لهم: البلاد للخنكار ومهما أمر به يُفعل. فصمم أمير الحاج الشامي في مباشرة الشيخ أحمد البجائي للخطابة يوم تاريخه، فوافق شريكه رغبة ورهبة، وعُد ذلك من الانتقام المعجل عليه، لأنه كان خاصم شريكه الخطيب عبد الرحمن النويري في الجمعة التي بعد عرفة وأنها تبطل حصته فيها ونازعه في مباشرتها فمكنه أمير الحاج الشامي منها لغيبة العراقي واستطال على خصمه بعد صلاة الجمعة بعقد مجلس عند قاضي الشافعية المحبي بن ظهيرة. وقام الخطيب عبد الرحمن من المجلس مقهورًا فمات في الجمعة التي تليها سنة أربعين وتسعمائة.

ومباشرة الشيخ أحمد البجائي الحنفي للخطابة في المسجد الحرام من النقم على الشافعية. فإنه أول حنفي خطب به وليس في البلد جمعة غيرها ووزرها على أول من سنها وترك أركان الخطبة. وأعاد كثيرٌ من الشافعية الجمعة وسمعت منه أن سبب


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) بالأصل: أبو.