وفي هذا الشهر فرغ الرطب ولم يمكث شهرين كاملين، وكان غالي الثمن لم يزد على رطلين ونصف، وظهر العنب والخوخ والرمان، واغتبط به الغرباء أهل الدراهم، وغليت الأسعار بمكة في جميع المأكولات وطلع المنّ السمن إلى ثمانين كبيرًا والعسل كل عشرة أرطال بثلاثين والجبن واللبن قليلا (١) الوجود وكذا اللحم وبيع كل رطل وربع بكبير، فالله تعالى يرخص أسعار المسلمين ويلهم الحكام العدل في جيران بلده الأمين، بجاه سيدنا ونبينا محمد سيد المرسلين ﷺ.
وفي نصف ليلة الأربعاء رابع عشر صفر ولد ولدي جمال الدين أبو محمد أنشأه الله تعالى وأخاه وأختيه وأقر عيني بهم، وأمه خاتون ابنة قاضي المسلمين نور الدين علي بن أبي بكر المرشدي الأنصاري الحنفي. وعملتُ له عقيقة في يوم سابعه بلحم وثريد للفقراء وغيرهم. جعله الله مباركًا بمحمد وآله آمين.
وفي صبح يوم الأربعاء المذكور انتهت كتابتي في نخبة قرة العين، بمبرة وفاء الدين للحافظ الكبير زين الدين عبد الرحيم بن الحسن العراقي الشافعي. رحمه الله تعالى.
وألفتُ بعده في شهر تاريخه نزهة الأبصار، بأخبار الأعمار ولله الحمد.
وفي ليلة السبت رابع عشر الشهر سافرت المراكب الهندية وفيها حميد الملك أخو الوزير آصف خان كان كما تقدم ذكره.
وفي يوم الأربعاء ثامن عشري الشهر سافرت قافلة المدينة الشريفة من مكة وصحبتها ناضي المسلمين كريم الدين عبد الكريم بن علي المحولي ثم القاهري الشافعي بعياله، كتب الله سلامتهم وتقبل زيارتهم.
وفي عصر يوم الجمعة سلخ الشهر مات الخواجا الأصيل أحمد بن محمد الحلبي ثم القاهري المكي بعد وجعه بالحمى الحادة نحو الشهرين وتوجّه إلى منى وأقام نحو