للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه والده كعادته في بلدهم لفعله ذلك كل عام، وكذا فعل أخوه (١) حميد الملك وليمة ثانية بعد الظهر في منزله وحضرها خدام الدرجة وغيرهم من الضعفاء وتصدّق عليهم. بمبلغ من الذهب لا أعلم عدّته. وبعد ذلك توجّه إلى جدة للسفر في المراكب الهندية وصحبته كثير من القماش والخيل والمماليك والسمن. (٢) وغير ذلك، أرسلها معه أخوه (٣) الوزير آصف خان لسلطانهم بهادر شاه، نصره الله وبلّغه مُناه.

ثم سافرت المراكب الهندية وهي أزيد من عشرين مركبًا أولها في ليلة السبت رابع عشر الشهر.

وكان السيد نور الدين أحمد ابن السيد عفيف الدين بن عبد الرحمن بن نور الدين عبيد الله بن علاء الدين محمد ابن السيد عفيف الدين محمد بن نور الدين محمد الحسني الإيجي الشافعي توجّه لجدة للسفر لجهة الهند ساخطًا على وزيرالهند باطنًا مع اجتماعه به وسؤاله عن كتابة ورقة لسلطانه بالوصية عليه، فكتبها له وهو يظن أنه يتوقف ويتكلم معه في إرضائه ونزوله لبيوت أوقاف سلطانه التي كانت نظره. بمكة المشرفة، فلم يلتفت لذلك وقصد صاحب مكة الشريف أبا (٤) نمي في الوادي وتوجّه من هناك لجدة وأقام بها مدة واكترى على حوائجه في المركب وطلعها. ثم إن المراكب تأخرت عن رفقته أيامًا فطلع إليه لأجل السفر فيه، ثم إنه نأى عن ذلك ونزّل منه حوائجه بعد ترك نَوله للناخوذة على العادة لأهل المراكب، ويقال نحو مائة وخمسين أشرفيا وأنكِر عليه فعله ولم يدبر نفسه فعاد لمكة في آخر الشهر. [وعمل ذلك صنعة فلم يتمشَّ له تدبيره] (٥).


(١) بالأصل: أخاه.
(٢) كلمة وردت بالأصل غير واضحة القراءة وهي أقرب ما تكون إلى ما أثبتناه.
(٣) بالأصل: أخاه.
(٤) بالأصل: أبو.
(٥) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.