للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمثاله.

وفي ليلة السبت ثامن عشر الشهر توجّه لجدة قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف بن أبي كثير الكندي لأجل موسم الهندي. وكان أخوه (١) القاضي وجيه الدين عبد الرحمن سبقه إليها وتخلف عنه لأجل تفرقة المبرّة الهندية ولكونه انتقل من سكَنِه الأول إلى بيت المرحوم قاضي الحنابلة الشريف محيي الدين عبد القادر بن عبد اللطيف الفاسي، وهو وقف على ذوي رحِمه. وأخّر الشافعي تفرقة الحكمي والمستجد. فالله تعالى يفرج عن أهل مكة هذه الشدة وينظر إليهم بمن يلهمه الشفقة عليهم ويدفع لهم استحقاقهم في وقته، ولا يماطلهم في دفعه. واستمرت تفرقته إلى آخر السنة وبعض الناس لم يستكمل حقّه.

وفي العشر الأخير من المحرم توجّه صاحب مكة الشريف أبو نمي الحسنى إلى جهة وادي مرّ بفريقه وأهله وشرع في عمارة أصيلة بوادي فراس بالقرب من محلة أرض حسان واستعمل فيها أهل الفريق من الكبير والصغير على جاري عادة سلفه.

ووصلت قافلة المدينة الشريفة لمكة وفيها حميد الملك أخو الوزير آصف خان وأخبَر أنّ العرب خرجوا عليه قريب المدينة الشريفة وقُتل بعض جماعته مع فرسه وأخذ له بعض الأمتعة ولم يعلم خصمه وأنه في عوده خرج منها معه صاحبها الأمير باز بن فارس بن شامان الحسيني بجماعة من عسكره حتى بلّغوه المأمن جهة شعب الروحاء وأعطاه مبلغًا وكذا أهل المدينة ولم يفرق شيئًا بمكة. وعمل أخوه الوزير آصف خاز في عصر يوم الخميس مستهل شهر صفر وليمة كبيرة طلب فيها القضاة والمشائخ وأهل الفضل من العرب والعجم في المدرسة الباسطية. طُبخ فيها كثيرٌ من الأرز والأطعمة بلحم الضأن والدجاج والحلوى. يُقال لأجل موافقة اليوم الذي مات


(١) بالأصل: أخاه.