للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الفضة، وإذا أضيف إلى أصل النقص يكون المقبوض لكل اسم ثلثه، وعند الله تجتمع الخصوم، وينصف الله المظلوم. ولا يقدر أحد من المستحقين أن يبث بشكواه، إلّا لعالم سرّه ونجواه، وفي الله خلفٌ (١) في كل فائت وعوضٌ (٢) عن كل هالك. [وذهب جميع الذهب في بطون السّباع ونال الضعيف بعضه] (٣).

وفي العشر الأول من المحرم وصل لمكة قاصد لصاحبها الشريف أبي نمي من وادي بدر ومعه أوراق فيها الإخبار عن الحاج الشامي، وأنه جاءه قُصّاد من دمشق الشام، فيهم عرب وأروام، يذكرون لأمير الحاج بأنه يرجع من درب الحاج المصري لأّن العرب قاعدون له في الطريق من جملتهم شيخهم جغيمان وملحم، وأن أمير الحاج امتنع من التوجّه إلّا على دربه لأجل ودائعه التي تركها في طريقه من الزاد والأمتعة. فخالفه بعض حاجه، ثم انهم اتفقوا على التوجّه إلى المدينة الشريفة ثم يفعل الله ما أراده. (٤). فالله يقدر للمسلمين خيرًا.

ثم في نصف شهر تاريخه وصل جماعة من المدينة الشريفة ومعهم أوراق فيها الإخبار بأنّ الحاج الشامي جاءهم قاصد ثان فيها: بأنهم يتوجّهون من طريقهم المعتاد لكون العرب اختلفوا فيما بينهم وتحاربوا وتفرقوا. وأن نائب الشام أرسل تجريدة لملاقاة الحاج ففرحوا بذلك وتوجّهوا حينئذ في سابع شهر تاريخه فوقاهم الله المهالك. ومن جملة الأخبار أن قاضي الشافعية بالمدينة الشريفة السيد عفيف الدين السمهودي أرسل ورقة للأمير شرف الدين الحمزاوي يبشّره بوصول أخيه الأمير جانم إلى القاهرة، وأن الأعين الشريفة إليه ناظرة. ففرح بذلك كل قاطن وسالك، لأن في إقامته بها نفعًا للخاصة والعامة. جزاه الله خيرًا وكثّر من


(١) بالأصل: خلفًا.
(٢) بالأصل: عوضًا.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٤) بالأصل: ما راده.