للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القديم في العصر إمام الحنفية السيد محمد بن أحمد البخاري الحسني وشيخ الحضور في الظهر الخطيب جعفر بن عصفور الكازروني الشافعي وتسبب في التقرير لشقيقي المحيوي عبد القادر بن فهد وصهري السراج عمر الرضي وصاحبنا الشيخ جمال الدين الشلح وغيرهم.

وفي صبح أول الشهر حضر القراء المذكورون وطلبني الوزير إلى المدرسة الباسطية فوجدتُ عنده جماعة من العرب والعجم فأمرني بقراءة شمائل النبي للحافظ أبي عيسى الترمذي فقرأتُ منها الباب الأول بحضرتهم، ثم أمر لهم طعامًا وحلوى فأكلوا وانصرفوا، وأمر بالحضور في كل يوم لتمام القراءة في يوم المولد الشريف. فلازمنا عنده الحضور ليقوم جميعا (١) بالصلة والأجور. لكنه اعتراني قبض في أول القراءة فاستخرت الله تعالى في الترك أو الملازمة فأراد الله تعالى بما أراد. وهو أنّ بعض الأكابر أشار عليّ بعمل مولد شريف مختصر معظّم منيف ليُقرأ في هذا المجلس، ويكون خدمة لسيد المرسلين وتذكرة للوزير الحلوله في بلد الله الأمين. فاختصرت مولد شيخ شيوخنا الحافظ قاضي القضاة شمس الدين محمد ابن الجزري المسمّى التعريف بالمولد الشريف، وأضفتُ إليه فوائد في آخره وأوصافًا لحال الوزير في أوله. فخَرّف فيها بطانة السوء في الأقوال، ولم ينتج شيئًا في الحال والمآل، فتركتُه وعددتُ ذلك من لطف الله بي لتحقيق معتقدي، لأنني ما ظننتُ بأهل الدنيا خيرا إلا صرفه الله من قلبي، وأقبل عليّ الخير من سعة ربي، كما جربتُ ذلك مِرارًا، ورأيت فيه حلاوة ومَرارا لأنه ورد في الحديث الشريف كما رواه البيهقي في الشعب (٢) عن ابن مسعود موقوفًا ﴿من خضع لغني ووضع له نفسه إعظامًا له


(١) كذا بالأصل.
(٢) هو كتاب شعب الإيمان تأليف الإمام أبي بكر الحسين البيهقي (ت ٣٨٤ هـ)، طبع الكتاب محققا في عشرة مجلدات بفهارسه.