للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطمعًا فيما قِبَله ذهب ثلثا مروءته وشطر دينه﴾ (١). ورواه ابن مسعود مرفوعًا ﴿من أصبح حزينًا على الدنيا أصبح ساخطًا على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبته ونَصبه فإنما يشكو الله، ومن تضعضع لغَني لينال مما في يده أسخط الله تعالى﴾ (٢) الحديث إلى غير ذلك في معناه. بل أخرج ابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ﴿إن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء﴾ (٣)، وفي رواية لابن أبي شيبة والبيهقي عن حذيفة قال: ﴿إياكم ومواقف الفتن. قيل: وما مواقف الفتن؟ قال: أبواب الأمراء﴾ (٤).

فها أنا استغفر الله تعالى مما وقع لي وجرى لأنه حصل لي في مدة ملازمتي له كثير (٥) من القبض لصدري مع الشرور واستباحة عرضي وسلفي من الحساد وفجّار العباد، وقد ألّفتُ في ذلك مؤلفين أولهما القول المعظم المنيف، في الموعظة وتعظيم أهل الحديث، وثانيهما حفظ المساق والعهد، في مدائح بني فهد.

واتفق في يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر، أن وصل لمكة صاحبها السيد الشريف أبو نمي الحسني لبركة المولد الشريف فأقام بمكة حتى صلّى الجمعة وزار السيد نور الدين أحمد بن العفيف عبد الرحمن بن نور الدين عبيد الله ابن السيد علاء الدين محمد الحسني الإيجي الذي كان نيتُه السفر إلى الهند. وعاد لمكة فشكا عليه الوزير آصف خان وأنه وضع يده على أوقاف سلطان الهند مظفر شاه والد سلطانه، فوعده الشريف أبو نمي بنصرته. فأرسل السيد نور الدين الإيجي


(١) البيهقي: شعب الإيمان، الحديث رقم ٨٢٣٢.
(٢) البيهقي: شعب الإيمان الحديث رقم ١٠٠٤٤.
(٣) بالأصل: أبغض الفقراء، الغزالي: الإحياء، المجلد الثاني، كتاب الحلال والحرام، الباب السادس فيما يحل من مخالطة السلاطين الظلمة وما يحرم وحكم غشيان مجالسهم والدخول عليهم والإكرام لهم.
(٤) البيهقي: شعب الإيمان، الحديث رقم ٩٤١٣.
(٥) بالأصل: كثيرًا.