للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القريب السلطان قيصر خان أحد السكان في الوقف فطالبه في أجرة المكان وإلّا الانتقال منه. فحضر إلى الوزير وعرفه بكلامه، فراسل الشريف في أمره بل خدمه من عنده حتى أرضاه وأرصد أمر البيوت حتى يحضر جواب سلطان الهند، والله يصلح الأحوال، في الحال والمآل.

وفي ليلة الأربعاء ثاني عشر الشهر توجّه الفقراء القادرية والأحمدية وغيرهم من طوائف الصوفية بأعلامهم وفوانيسهم وهم يهللون ويذكرون الله تعالى ويصلون على النبي محمد إلى محل مولده ومسقط رأسه الشريف في شعب بني هاشم بسوق الليل علو مكة المشرفة ووقفوا عنده ساعة وصلّى بعض مشائخهم وسط محل المولد الشريف وتُركت الخطبة منه والدعاء للسلطان وولاة الأمر بأمر قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير لكونه ناظر المسجد الحرام. ويقال إن الفقراء استأذنوه في التوجه إلى المولد الشريف أو صاحب مكة أبانمي فأذن لهم. وكان في فعلهم تعظيم لليلة المولد الشريف.

واتفق في صباح تاريخه أن الوزير الأعظم آصف خان - عظم الله شأنه - ختم بحضرته قراءة شمائل النبي ومد للحاضرين سماطًا من الأطعمة والحلوى - على جاري عادته - من أول شهر تاريخه، وبعد ذلك قسم على بعض الأكابر ممن حضر مجلسه من الملل وأولاد العرب بعض قماش ونقد وأرسل إليّ ببقجة (١) فيها ثوب صوف وشاشان وبيرمان (٢) مقدار ثمنها نحو أربعين أشرفيا. فشكر الله سعيَه.

وحدث في هذا الشهر وبعده عدة زواجات الجماعة من الأكابر والأشراف: أولهم الشريف وبير بن محمد بن عنقا على الشريفة .... (٣) ابنة السيد عرار بن عجل


(١) البقجة: انظر صفحة ٣٠٥ الهامش ٣ من هذا الكتاب
(٢) البيرم: قماش من القطن كثيرًا ما يستورد من الهند، ١٣٣: ١ … Dozy : Supplements
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.