وعمل لها سماطًا كبيرًا في منزله بحوار الزوجة في حارة قريش في السويقة، ودخل بها في منزلها في ليلة الثلاثاء سابع عشر الشهر، وهنّأه الناس فيه وصلّى الجمعة في رابع يوم قبل كمال أسبوعه وحمده الناس على ذلك، جعله الله مباركًا هنالك.
وفي ليلة السبت رابع عشر الشهر عقدتُ بربيبتي أخت أولادي البكر البالغ سعادة ابنة الخواجا عبد الرحمن بن يعقوب الحصين على بعلها الشيخ العلامة المدرس جمال الدين محمد بن محمد الطرابلسي المالكي الشهير بالحطاب (١) - أعزه الله تعالى وأدام النفع للطلاب - وذلك في وسط حجر الكعبة الشريفة بين العشاءين بحضرة أخوالها وجماعة من أصحابنا.
وباشر عقدها قاضي القضاة التاجي عبد الوهاب بن يعقوب المالكي على مائة - عنها ثلاثمائة أشرفي - في الظاهر، وتركت نصفها باطنًا ودخل بها في عشاء تاريخه.
وعملتُ لها وليمتها في صباحها، وهنّأه الناس سبعة أيام ثم برز بعد الأسبوع - على العادة في البكر - جعله الله مباركًا ميمونًا عليهما وعلى أقاربهما ومحبيهما وكمد، عداهما بمحمد وآله آمين.
وفي عشاء ليلة السبت المذكور عقد السيد ملك التجار علاء الدين الحسني على ابنة عمه السيد قطب الدين العجمي في منزله وحضره القضاة والأكابر ما عدا الشافعي المتولي، وباشر عقده الشافعي المفصول من أوله وختم العقد المالكي. وسقى الحاضرين سكرًا مذابا وانفصلوا، ثم دخل بها في منزله في ليلته.
وفي يوم الإثنين ثالث تاريخه سافرت قافلة المدينة الشريفة من مكة وفيها الخواجا خليل القيلاني وصحبته الشيخ أبو زرعة المنوفي ورفقتهما المبرة البهادر شاهية
(١) هو محمد بن محمد الطرابلسي الرعيني الحطاب المالكي، من عائلة علمية انتقلت إلى مكة حيث ولد بها، له مؤلفات كثيرة في الفقه المالكي وغيره. توفي بمكة سنة ٩٥٤ هـ / ١٥٤٧ م. انظر مصادر ترجمته في معجم المؤلفين لكحالة ١١: ٢٣٠ - ٢٣١.