في ضحى يوم الثلاثاء سابع عشر الشهر ثاني التاريخ الماضي وصل لمكة قُصّاد من القاهرة فيهم القائد صبح الحبشي الحبشي فتى السيد عرار بن عجل الحسني صهر صاحب مكة الشريف أبي نمي، وفرحات الرومي مملوك نائب مصر الجديد سليمان باشا الخصي الرومي، وقحماش مملوك الأمير جانم الحمزاوي وغيرهم، وصحبتهم عدة مراسيم ويقال عشر خلَع منها ستة لمكة وأربعة في غيرها من البلدان.
فالذي لمكة لصاحبها وولده ونائب جدة ولوزير الهند آصف خان ولابن ملك التجار والسيد محمود ابن أخي (١) الحمزاوي. والباقي لصاحب زبيد وجازان والشحر وعدن. فتوجّه القُصّاد إلى منزل صاحب مكة لمواجهة ولده السيد أحمد فسلموا عليه، ثم بعده قصدوا وزير الهند ثم ولد ملك التجار ثم الزيني محمود ابن الأمير جانم الحمزاوي لغيبة أبيه بالمدينة. ثم توجّهوا لسكنهم في مدرسة الأشرف قايتباي المجاورة لباب السلام والمسجد الحرام.
ثم أعطوا الناس عدة أوراق وفيها الإخبار بوصول نائب مصر الباشا سليمان إليها وصحبته الأمير جانم الحمزاوي في سابع عشر شهر رجب وأنهم مقيمون بها نحو الشهرين على نية جهاز المراكب والعسكر إلى الهند لنصرة السلطان بهادر شاه كما رسم به الخنكار سليمان خان ابن عثمان، أدام الله نصره وعزه، ونية الأمير جانم الحمزاوي يتوجّه فيها مع العساكر المنصورة. وأن السلطان أمر بولاية قاضي عسكر رومي اسمه مصطفى قاضي حلب كان لبلاد مكة وأن قاضي مصر أحمد جلبي عُين للمدينة الشريفة وعزل قضاة الحرمين من العرب.
فكثرت القالات من المغرضين، ولم يتأمّلوا عاقبة الضررين. ولم يمتنع الحكام من مباشرة الأحكام لعدم صحة هذه الأخبار وأضرابها عند إشاعتها. والله أعلم
(١) بالأصل: ولابن ملك التجار السيد محمود ولأخي الحمزاوي. وتمّ التصويب اعتمادا على ما سيرد في نفس الفقرة.