من زمن محمد بن قلاوون وغيره وبعضها مصاغ وبعضها سبائك من الذهب الخالص، ويقال في كل صندوق سبعة آلاف من الأشرفية كل ألف بأربعة آلاف فيكون جملة ذلك سبعة لكوك، فسبحان مالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وفي عصر يوم السبت رابع عشري الشهر وصل لمكة قاصد من الديار المصرية وقصد منزل الأمير شرف الدين يحيى الحمزاوي أخي أمينها الأمير جانم ومعه مكاتبات له ولغيره. وذكر القاصد أنه فارق الحاج المصري من ينبع ودخل في عشري الشهر. وكان تأخر عن خروجهم منها بنصف شهر، وأخبر أن عمدة الملك الهندي قاصد وزير الروم توجّه لزيارة القدس وأن نيته العود مع الحاج الشامي، وأن الخنكار سليمان خان ابن عثمان أنعم عليه بعدة إنعامات ورسم بجملة من التحف والهدايا لمرسله الوزير آصف خان وسلطانهم بهادر شاه، ومن جملة ذلك من النقد والمماليك والقماش والعنبر ومن المأكولات، وأنه يصلهم ذلك في بحر الطور.
وفي الأوراق من الأمير جانم الحمزاوي لقاضي الشافعية المفصول البرهاني بن ظهيرة أنه لم يتحقق خبرها أشيع من جهة الروم إلى وقت تاريخه وهو سادس ذي القعدة وإن وصل شيء فيكون مع الحاج الشامي، وتعرفونا بذلك حتى نمشي لكم فيما يعود نفعه عليكم. فكثرت القالات فيما أشيع من جهة ولاية قاض رومي لمكة وعزل قضاتها الأربعة، وهو يولي من شاء على عادة المملكة الرومية بها وفي الديار الشامية والمصرية. والمستعان بالله تعالى.
وفي يوم الإثنين خامس عشري الشهر أحرمت الكعبة الشريفة على عادتها القديمة.
وفي صبح يوم الثلاثاء ثاني تاريخه وصل لمكة من الفريق ابن صاحبها السيد أحمد ابن السيد أبي نمي بن بركات الحسني وهو خليفة أبيه في إمرة مكة لغيبته عنها