للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسن ابن الخواجا حسين قاوان وزوجّها النوري علي ابن الخواجا محمد سلطان العجمي، وكان القائم في مهمّ الزوج خالتها السيدة سارة، فحضر الجماعة بلّ السكر، وشربوا منه ثم انصرفوا.

وفي يوم تاريخه وقع بين قاضي القضاة (١) الحنبلي المحيوي عبد القادر بن ظهيرة وبين ابنته وزوجِها القاضي تاج الدين ابن قاضي القضاة نجم الدين بن يعقوب مخاصمة أدّتْ إلى انتقال البنت إلى بيت الشريفة أم الكامل زوجة السيد الشريف بركات زعيم الحجاز المنيف وذلك بإيثاره أختها الشريفة أمّ المسعود ابنة عجل، وقصدهم الحماية بالشريف من أبيها. وكثرتْ قالات الناس فيه بما لا يليق ذِكْرُنا له، فالله تعالى يستر قبائحنا ويرزقنا فعلا نعيش به مع الناس، ولا يسلّط علينا بذُنوبنا مَن لا يرحمنا.

وفي عشاء ليلة الثلاثاء ثالث عشريْ الشهر دخل القاضي تاج الدين بن ظهيرة بزوجته بعد نَصّها عليه في الفازة (٢). وعُمِل عقد النوري علي بن محمد ابن الخواجا سلطان في المسجد الحرام أمام الرواق الشمالي والمدرسة العطيفية بالقرب من مقام الحنفية، حَضره القضاة الأربعة وكثير من الفقهاء والتجار وخلقٌ من العوام الرجال والنساء، وأسْرجتْ فوانيس المسجد والثريات، وباشر خطبة العقد قاضي القضاة الشافعي، وأوجب النكاح قاضي القضاة الحنفي على مقتضى مذهبه لكون الزوجة صغيرة دون البلوغ ووالدها غائب في الهند مع شقيقها، ولا نعلم ذلك اتفق لأحد قبل هذا، وكان العقد على مائتي مثقال حالّة، وبعد ذلك شرب الحاضرون سكرا مذابا وأوقد قُدّامهم بخورًا وتطيّبوا وانصرفوا بعد السلام على الزوج وشقيق الزوجة، جعل الله ذلك مباركا على كل منهم بمحمد وآله.


(١) بالأصل: قاضي القاضي.
(٢) الفازة: مظلة من نسيج أو غيره تقام على أعمدة ليجلس الناس تحتها في الأفراح.