للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزوجتين إحداهما (١) ابنة عمه ابن جوشن وثانيتهما (٢) أم الحسن ابنة الشيخ فخر الدين أبي بكر الشلح فتوجّه أخو الثانية الشيخ جمال الدين محمد إلى قاضي مكة الجديد مصطفى الرومي [وطلب] (٣) منه الإذن في جهازه والدين عليه حتى يظهر مخلفه. فأمر القاضي من يختم على حواصله حتى ينظر في حال ولده الصغير، وأذن له في جهازه فخُتم له حاصلان في منزله عند بيت عمه، وجهّز في يومه بحضرة وكيل ابن عمه الجمالي محمد بن أبي بكر بن حسن بن علي بن حوشن المكي لغيبته في الوادي. وصلّي عليه بعد صلاة عصر تاريخه وشيّعه جماعة الأعيان من ودفن على أبيه بالمعلاة بفم شعب النور، وذُكر بخير لزهده وورعه وكثرة عبادته، رحمه الله تعالى.

وفي ضحى يوم تاريخه فُرقت الصرر الحلبية في مجلس الرومي قاضي مكة البهية عند باب حزورة، وكان غالبها ذهبًا، واستمروا فيها أيامًا لاشتراك الناس فيه مع بعضهم. وبلغنا أن النظار عليها رؤساء حلب أولاد القاضي جلال الدين النفيسي (٤) عزلوا عن التكلم على جهاتها وهم السبب في تقريرها وتأسيس خيرها لأهل الحرمين الشريفين. فالله تعالى يجازيهما بكل خير ويدفع عنهما الشر والضير.

وفي جمعة تاريخه اجتمع خطباء مكة عند قاضي مكة الرومي لسبب وصول مرسوم من الأبواب الخنكارية مضمونه أن الخطيب بديع الزمان المكي عقب وفاته في العام الماضي وهو عن الخطيب (٥) محيي الدين العراقي كما هو مذكور في


(١) بالأصل: أحدهما.
(٢) بالأصل: ثانيهما.
(٣) إضافة تقتضيها الجملة.
(٤) ورد العلم في الأصل غير معجم، وما أثبتناه مقترح.
(٥) كذا وردت الجملة بالأصل.