للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرزنعمة يعني دفتر (١) قاضي العسكر الناظر لي المفوض إليه الولاية لوظائف العرب، ولذلك يكون الخطيب محمد بن أبي كثير باقيًا على ولايته من نصف الخطابة بالمسجد الحرام، فنازع العراقي في ذكر هذا الكلام، فقال له القاضي الرومي: هذا المرسوم فيه التصريح بعزلك وولاية خصمك. وأمر ابن أبي كثير بالمباشرة في يوم الجمعة. فكانت مباشرة العراقي الخطبتين باطلتين في بلد الله الحرام التي فيه غير (٢) خطبة واحدة لأهل الإسلام. خصوصًا في أيام العشر المعلومات وهما جمعة في يوم التروية وظهر يوم عرفة. فلا حول ولا قوة إلا بالله ونستعين عليه بالانتقام من الله في ظلمه وتعديه وكثرة مكره.

ثم في يوم الجمعة ثاني عشري الشهر باشر الخطبة بمكة الشيخ محمد بن أبي كثير الشافعي فحصل له ولجماعته الجبر بها لعزلهم عام تاريخه عن قضائها، وحصل الانتقام من العراقي عند سفر الشامي في هذا العام والذي قبله بتقدمة البجائي في جمعته، كما نازع الخطيب عبد الرحمن النويري في جمعته ومنعه من مباشرتها، وكان السبب في وفاته. فأرجو من الله تعالى أن يكون ذلك آخر مدته.

وفي يوم الأحد رابع عشري الشهر اتفق أن عبدًا هنديا من المغل كان في بيت سيده الشيخ … (٣) ابن عبد الحق شيخ همايون سلطان المغل فقتل مملوكا له ثانيا عُنُقَه وأراد قتل سيده في سكنه وأرسله إلى قاضي مكة الرومي مصلح الدين مصطفى الحنفي واعترف بحضرته ثم أشهد باعترافه وكتب أسماء الشهود في دفتره وأمر جماعة صاحب مكة بقتله وصلبه في الطرقات حتى ينظر إليه ويعتبر بذلك من مرّ عليه. فعُلّق على شجرة نخيل في بستان ثاني (٤) في طريق المعلاة وجلس يومه ثم


(١) بالأصل: دوتر.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٤) كذا بالأصل.