للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نُزّل ودفن في مقابر أهل مكة.

وفي ظهر يوم الثلاثاء سادس عشري الشهر سافر الحاج الشامي من مكة، وكانت إقامته بها كإقامة الحاج المصري عشرين يومًا وحصل الضرر لأهل البلد من طول إقامتهم وغلت (١) الأسعار في الأقوات والماء قليل وكثرة الخلق. فالله تعالى يكثر من أمة محمد .

واتفق في هذا اليوم محاربة صاحب مكة السيد أبي نمي الحسني لصاحب جازان الشريف عامر بن عبد العزيز بن أحمد بن ذؤيب الحسني ونُصرته عليه كنصرة محمد بن بركات بن محمد جده على جده وأخذ بلاد جازان. وأرسل مبشرًا بأخذها ونُصرته على صاحبها - كما سيأتي - في سادس المحرم أول العام.

وفي هذه السنة وقع من الاتفاقات الغريبة وجود الطاعون في بلاد بجيلة ووصل إلى العقيق وما حولها من بلاد الطائف حتى خلت بعض القرى وصارت مواشيهم .... (٢) للورى، من أخذها للبيع والشراء. كما اتفق ذلك في تمام مائة سنة هنالك، وهذا من الاتفاق الغريب. وخشي أهل مكة من دخول الطاعون، وهي والمدينة - إن شاء الله تعالى - آمنتان من وصوله لهما كما ورد في الحديث الشريف.

وقد سُئلتُ عن صحة الحديث فجمعته في مؤلف فوجدت صاحبنا العلامة الأوحد (٣) مفتي المسلمين جمال الدين محمد بن الحطاب المبين، بأن الطاعون لا يدخل البلد الأمين، والقول الصادق المأمون، في أن مكة والمدينة لا يدخلهما الطاعون. وأجاد في وقعه وحصّلتُ نسخة من خطه والله الحمد ثم اختصره في


(١) بالأصل: غليت.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) بالأصل: الأحد.