للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ظهر يوم الإثنين سادس الشهر وصل لمكة شخص عربي من رعاة صاحبها السيد الشريف أبي نمي الحسني أرسله من بلاد جازان مبشرًا بأخذها ونصْرته على صاحبها الشريف عامر بن عبد العزيز ابن الأمير أبي الغوائر أحمد بن دُرَيْب بن خالد بن قطب الدين الحسني. وكان جده أحمد ممن عصا صاحب مكة السيد محمد بن بركات الحسني جد السيد أبي نمي في سنة ٧٨٢ هـ / ١٣٨٠ م (١).

وكان في يوم الثلاثاء سادس عشري ذي الحجة من سنة ثلاثة وأربعين وتسعمائة (١٥٣٧ م) التي قبلها نحو ثلاثة أشهر وهدم أماكن من سورها وهجم عسكره وحارب أهلها في وسطها وقتل منهم أزيد من ثلاثمائة نفس فيهم أربعة عشر نفسًا من أشرافها القطبة (٢) ومن جماعة صاحب مكة أربعة وعشرون نفسًا ممن لا يؤبَهُ به. كما كتبه الشريف أبو نمي بخطه (٣). وأنه ظفر بنُخَبه وخيله نحو المائة وبخزانته وجميع بلده. وهرب صاحبها منها في أربعين فرسًا إلى محل يقال له الحُمرة وفيه قبور جماعة من المشائخ الصوفية ممن يستجار به في الشدة (٤). ثم تحقق أنه توجّه إلى بلاد حرض (٥) ونوى ملاقاة صاحب زبيد وكتب لصاحب مكة بإبلاغه فيه ما يريد ثم رجع عسكره عنهم وعفا عن الضعفاء والحرُم.

وبلغ بذلك جيران الله والحرم فسُروا بنُصرته وظفره في محاربته. فأمر ولده وخلع على بعض من الخاص والعام عدة خلع على القاصد لإبلاغه السرور والمقاصد وكتب به مطالعات لأمير الحاج المصري ليأخذوا حظهم من البشرى، ولله الحمد.

وفي ليلة الأحد عاشر الشهر عقد إمام الشافعية شرف الدين يحيى ابن الإمام


(١) وردت أخبار هذه الحرب في كتاب غاية المرام للمعز بن فهد ٢: ٥٢٤ وما بعدها.
(٢) وهم المنسوبون إلى الشريف قطب الدين الحسني.
(٣) كأنّ المؤلف أو الشريف نسي أن المسلمين تتكافأ دماؤهم.
(٤) الاستجارة لا تكون بالمشائخ.
(٥) حرض بلد في أوائل اليمن من جهة مكة. قاله ياقوت في معجم البلدان ٢: ٢٤٣.