للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستأذنه، وأنكر الناس ذلك، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

وفي يوم الجمعة سادس عشريْ الشهر خرجتْ مؤذنتان لابن الخواجا محمد سلطان وزوجته حفيدة ابن الخواجا قاوان، وحضر ذلك قاضي القضاة الشافعي وبعض أقاربه، وألصقوا عليهم ذهبا، أخلف الله عليهم.

وفي عشاء ليلة السبت ثاني تاريخه عُمِلت زَفّة للنّوري علي ابن الخواجا محمد سلطان من الصفا إلى بيت الزوجة ابنة قاوان، فيها مفرّعات وشموع كثيرة منها ثنتان كبيرتان (١) تُجَرّان على عجل كل واحد طول إنسان، ومشى أمامه بعض الفقهاء والتجار الأعاجم ونساء كثيرات (٢) وخلق من العوام، وتحلّق له نفط في المسعى والمروة وعند بيت الزوجة، وابتهج الناس لرؤيته، وكان أمام الزوج ابن خالته مبارك ابن القائد شهوان الحبشي راكبا على فرس لأجل ظهوره وتعجّب الناس لفعل ذلك والجمع بين وصل وقطع وكثير من العقلاء يتطيّر من ذلك، ويذكر أنه حُرّبَ فحصل به تشويش للوصل، وفعل ذلك من قِلّة عقل النساء المباشرات (٣) لهذا المهمّ وعدم تدبيرهن لذلك، فالله تعالى يكفيهم شرّه، ويجعل العاقبة إلى خير.

وفي ليلة الإثنين تاسع عشريْ الشهر عُمِل عقد للقائد الأجلّ جوهر العراقي عتيق السيد بركات بن محمد صاحب الحجاز المنيف الحاكم بجدة الآن على البنت البكر المراهق كلثوم ابنة الحاج مفلح القاواني في بيت سيده الخواجا محمد قاوان بالسويقة، حضره قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وجماعته، وكان هو المباشر للعقد - قاضي القضاة الشافعي - ولم يتولّ الزوج قبول العقد بنفسه بل وكّل شيخ الفراشين محمد بيسق في ذلك مع كونه حاضرًا في المجلس. وبعد الفراغ شرب الحاضرون سكرًا مُذابًا وأنشد في المجلس قصيدة ناظمها الشهابي أحمد


(١) بالأصل: كبيران.
(٢) بالأصل: كثيرون.
(٣) بالأصل: المباشرون.