للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن شهاب الدين أحمد بن محمد الحرازي الحنفي حضره القضاة وأعيان مكة وغيرهم من الغرباء. ودخلت في ليلة السبت ثاني تاريخه وهنّأه الناس بها.

وكان في ليلة الجمعة قبلها دخل الشرفي يحيى بن الشهابي أحمد الخبزي المدني على زوجته ابنة ..... (١) وعمل لها وليمة حضرها قليل من الناس لضعف حاله. وهنأه جماعة من أصحابه، جعلها الله مباركة عليه.

وفي ليلة الأحد ثاني عشر الشهر عمل الفقراء من الطوائف كالقادرية والأحمدية والمشرعية تهليلة من باب المسجد الحرام المعروف بباب (٢) علي إلى مولد النبي ومشى معهم خلق من المعتقدين رجالًا ونساء وعليهم السكينة والوقار فزاروا المولد الشريف وعادوا قبل صلاة العشاء وأدركوها جماعة في المسجد الحرام.

وزالت البدعة من إيقاد الشموع والمفرعات مع ناظر المسجد الحرام، وهذه ثالث سنة تُعمل على وجه الإكرام للنبي (٣) لهذه الليلة من يعظمها ببركة من وُلد فيها. فعمل شيخ الشافعية مفتي الفرقة الإسلامية أوحد الأماثل المعتبرين تاج العارفين أبو الحسن محمد ابن الشيخ جلال الدين البكري القاهري نزيل مكة المشرفة عام تاريخه مولدًا عظيمًا حضره قضاة مكة الأربعة المعزولون وغيرهم من الأفاضل المعتبَرين ومَدّ لهم سِماطيْن أحدهما بعد المغرب: أطعمة مفتخرة، وثانيهما بعد فراغ المولد: فَتّوت وحلوى كثيرة. وحضرتُ ذلك مع الذكر فحصل لي فيه خشوع وفكر ببركة صاحب المولد ومن عمله فالله تعالى ينفع به ويجعل البركة في حياته.

وفي صبح تاريخه وصل لمكة السيد عرار بسن عجل الحسني من جهة جازان لأجل إرسال قاصد للقاهرة من البحر لإخبار نائبها بنصرة السيد أبي نمي على أهل


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) بالأصل: باب.
(٣) كلمتان غير معجمتين وغير مقروءتين بالأصل.