للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ كمال الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد ابن قاضي القضاة أبي البقاء بن الضياء القرشي الحنفي، وباشر ذلك قاضي القضاة الشرفي أبو القاسم الأنصاري وعمل خطبة طويلة في فضل النكاح وتعظيم الزوجين وأهلهما، شكره الحاضرون في تأديتها.

وكان فعل ذلك أمام منزل جدّ الزوجة لأمها الخطيب محب الدين النويري قريب سوق الشبيكة وشرب الحاضرون سكرا مذابا وقدّم لهم البخور والماورد على العادة وانصرفوا.

ودخل الزوج على أهله في ليلة السبت تاسع عشر الشهر، وهنأه الناس بها، جعله الله مباركًا ميمونًا (١) عليهما.

وفي آخر يوم الجمعة أمس تاريخه سافرت قافلة كبيرة إلى المدينة الشريفة فيها الأمير صندل السليمي شيخ الحرم النبوي - كان - والشيخ عبد الفتاح وغيرهم. كتب الله سلامتهم وتقبل زيارتهم.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر جاء الخبر من ينبع بأن الأمير جانم الحمزاوي أمين الديار المصرية وصل إليها بعسكره نحو خمسمائة نفس وخيل أزيد من مائة وجمال نحو الألفين مع حجاج رافقوه من القاهرة وكان خروجهم منها في ثاني عشريْ الشهر قبله وتوجّه للزيارة النبوية. وقصْده بمكة تسلم الأموال الهندية كما رسم به الخنكار سليمان سلطان الأقطار الرومية وبلاد العجم والديار المصرية. والشامية. فارتج العباد، واهتم لقدومه أولاد البلاد، وتأهبوا لملاقاته بالفواكه وغيرها من الأطعمة.

ووصلت مكاتبته لأخيه الأمير شرف الدين يحيى الحمزاوي وغير ذلك من التقدمة ثم توالت رسله حتى وصل بنفسه إلى ظاهر مكة في الزاهر عصر يوم الثلاثاء


(١) بالأصل: مباركة ميمونة.