للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعليه ببابه، ولم يحدث منه ومن عسكره ضرر لأحد من أهل البلد، ولم يُدخل نفسه في قضية من القضايا مع تنصّله من ذلك وإظهار البشاشة وإكرام مَن يقصده من الخاصة والعامة. وتردد لجماعة من العلماء والصلحاء وعُدّ ذلك من محاسنه في جميع أفعاله، كثر الله أمثاله.

واتفق في يوم الخميس تاسع عشريْ الشهر يوم وصول أمر الأمير جانم الحمزاوي بقراءة سورة الأنعام للخنكار الأعظم، بالحطيم المعظم، رفقة قاضي البلد مصلح الدين الرومي والفقهاء من العرب والعجم وكان شروعهم فيها في جمعة تاريخه بأمر قاضي البلد الرومي. وبعد فراغ قراءتها حضر إليه نائب جدة الزيني مصطفى الرومي وسأله في تسليم مال الهنود في الصناديق التي تسلّمها من الوزير آصف خان في العام الخالي، وكان توجّه بها إلى جدة ثم ردها إلى مكة عند سماع وصول (١) الأمير جانم الحمزاوي لأجلها وتركها بالمدرسة الأشرفية القايتبائية حتى يحضر ابن صاحب السنحق السيد أحمد ابن السيد أبي نمي الحسني وتُقرأ المراسيم الواصلة صحبته بسببها. فأرسلوا له فجاء إليه وتوجّهوا إلى المدرسة وتركوا قراءة المراسيم في الحطيم، وأعطي الشريف أحمد مرسوم أبيه ولم يُعلم ما فيه، ثم إنهم قبّنوا (٢) بعض الصناديق من المال فوجدوها مختلة الوزن فقال الأمير جانم الحمزاوي لنائب جدة: هي في تسليمك حتى تصل بها إلى الديار المصرية ثم الأبواب الخنكارية وأعزم بالعسكر صحبتك. وأمر بالجهاز في جمعة تاريخه فاهتموا لذلك وتكلم الناس في أمره من فتح بعض الصناديق وخيانته فيها. ثم إنه باع جميع مخلفه من الأثاث والعبيد والجواري (٣) وغير ذلك وكثرت الشكوى فيه عند الحمزاوي فلم يُبْدِ له شيئًا.


(١) بالأصل: عند سماع وصول عند وصول.
(٢) القبان: الميزان ذو الذراع.
(٣) بالأصل: الجوار.