للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مخالف لشرط الواقف.

ووافق على ذلك بقية أهل المذاهب الثلاثة كما بينتُه مفصلًا في مؤلفي الذي عملتُه في الواقعة في شهر تاريخه واسمه حفظ العهود على حكم وقف دار الفهود فظهر بذلك بطلان أخي وعدم انقياده للوجه الشرعي كما سيأتي ذكره مفصلًا إن شاء الله تعالى.

وفي ضحى يوم الإثنين سابع عشر الشهر مات إمام مقام الشافعية بمكة برهان الدين إبراهيم ابن الإمام أبي السعادات محمد الطبري المكي، وكان توعك طويلًا أزيد من نصف سنة بالحدور (١) ورمى الدم، وكُوي مرارًا فطاب وعاد لمرضه حتى قضى نحبه. فجهّز في ظهر تاريخه وصلّي عليه بعد صلاة العصر في ساباط مقام الخليل كعادة سلفه الأئمة ودفن في تربتهم في شعب النور، رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين.

وخلّف شقيقيه أبا الخير وأبا (٢) اليمن، وحزنا عليه مع جميع معارفه لحسن عشرته وكرم نفسه وصونه. وعمره خمسة وخمسون سنة ولم يعقب ذرية، وإيانا.

وفي ظهر يوم الجمعة حادي عشريْ الشهر حصل بمكة مطر قوي وتوالي في نواحيها جهة عرفة وسالت الأودية واستبشر الناس بالخير والمرعى.

وفي ليلة السبت ثاني تاريخه كان عقد الأصيل نور الدين علي ابن شيخنا العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن صحصاح محمد الشهير بالحرفوش الخانكي الأصل المكي الشافعي على خطيبته ابنة المرحوم قاضي القضاة بمكة وجدة الجمالي محمد بديع الزمان ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام النوري علي ابن الضياء القرشي


(١) الحدور: الأورام. الجوهري: الصحاح، مادة (ح د ر).
(٢) بالأصل: أبو الخير وأبو.