للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العادة - فقالوا: هذا لا يكون إلّا بحضرة صاحب السنجق (١) السيد أبي نمي وهو غائب في جازان جهة اليمن. فحينئذ ونصره (٢) على قراءة المراسيم أمام منزله والرواق اليماني من المسجد الحرام، وحضره بعض جماعة الشريف كالحاكم الدهلكي وجوهر أحمر وابن المريسي (٣)، وغيرهم من الأروام والعامة.

وقُرئ مرسوم خنكاري بالتركي للقاضي قرأه أحد مباشري جدة من الأروام ولم يَعْلم العرب ما فيه. وكانت قراءته والقاضي والخلق واقفون على أقدامهم، وغُيّرتْ العادة في قراءته والناس جلوس.

ثم قرأ النجمي محمد ابن الشيخ علم العباسي مرسومًا ثانيًا من الباشا نائب مصر مضمونه يُقال كما في مرسوم الخنكار وهو الإخبار بنصرته على الكفار وأخذهم نحو ثلاثين قلعة سُمِّيتْ بأسماء لا نعلمها وإنه عاد إلى تخت ملكه وأمر بزينة البلاد الحجازية. فسُر المسلمون لنصرته وعوده إلى تخت مملكته، وكثر الدعاء له نصره الله تعالى من كل طائف وقاطن وعاكف.

ثم إن القاضي أمر بإجهار النداء في شوارع مكة بالزينة سبعة، فزُيّنت وبعض بيوت التجار من الروم والعجم في جهة السويقة وابتهج الناس بها، ولله الحمد.

وتُركتْ في جمعة تاريخه قراءة سورة الأنعام بالحطيم الشريف واستكملتْ مدة أربعة أشهر ولم يُصرف لقراءتها معلوم. ولأهل مكة أسوة بأهل المدينة والقدس وغيرهما من البلدان الذين يقرؤونها للخنكار لطلب النصرة والثواب مَن الملك الوهاب.

وفي يوم السبت رابع عشر الشهر فتح البيت الشريف شيخُ الحجبة القدوة الجليل الشرفي أبو القاسم الشيبي ودخل معه قاضي القضاة الحنفي أفندي مصلح


(١) بالأصل: السنجر.
(٢) كذا بالأصل، وهو كلام غير متناسق مع سياق الجملة.
(٣) جملة تكررت بالأصل.